119

حتى وقف بين يديه. فقالوا: هذا رجل منحوت (1).

وفيه: إن قريشا رمت الأحجار على محمد وعلي (عليهما السلام) فرأوا كل حجر منها يسلم عليهما فوجموا، فقال عشرة من مردتهم: ما هذه الأحجار تكلمهما ولكنهم رجال في حفرة يحضره الأحجار قد خبأهم محمد تحت الأرض، فتحلق (2) عشرة أحجار ورضت رءوس المتكلمين بهذا الكلام. فجاء عشائرهم يبكون ويضجون ويقولون: قتل أصحابنا محمد بسحره، فأنطق الله جنائزهم: صدق محمد وكذبتم، واضطربت الجنائز وأسقطت من عليها، ونادت: ما كنا لنحمل أعداء الله. فقال أبو جهل: إن ذلك سحر عظيم. ثم دعا الله تعالى فنشروا ثم نادى المحيون: إن لمحمد ولعلي لشأنا عظيما في الممالك التي كنا فيها (3).

وفيه: في تفسير قوله تعالى: إن الذين كفروا سواء عليهم ... الآية (4) أنه قال مالك بن الصيف: اريد أن يشهد بساطي بنبوتك، وقال أبو لبابة بن عبد المنذر: اريد أن يشهد سوطي بها، وقال كعب بن الأشرف: اريد أن يؤمن بك هذا الحمار.

فأنطق الله البساط فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، وأشهد أن علي بن أبي طالب وصيك. فقالوا: ما هذا إلا سحر مبين.

فارتفع البساط ونكس مالكا وأصحابه.

ثم نطق سوط أبي لبابة بالنبوة والإمامة، ثم انجذب من يده وجذب أبا لبابة فخر لوجهه، ثم قال له: لا أزال كذلك حتى أثخنك ثم أقتلك أو تسلم، فأسلم أبو لبابة.

وجاء كعب يركب حماره فشب به وصرعه على رأسه، ثم قال: بئس العبد أنت شاهدت آيات الله وكفرت بها. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): حمارك خير منك قد أبى

Bogga 122