95

Durr Nathir

الدر النثير والعذب النمير

Baare

أطروحة دكتوراة للمحقق

Daabacaha

دار الفنون للطباعة والنشر

Goobta Daabacaadda

جدة

Noocyada

باب التسمية اعلم أن التسمية مصدر سمى يسمى كالتهنئة والتسلية، ثم إن التسمية تقال بمعنيين: أحدهما وضع الإسم على المسمى كقولك: سميت ابني محمدا: تريد: جعلت هذه الكلمة اسمًا له وعلامة يعرف بها. وحاصل هذا المعنى إنشاء وضع الإِسم على المسمى. والمعنى الثاني، ذكر الإِسم الموضوع على المسمى بعد استقرار الوضع كما يقول الرجل لصاحبه: إن فلانًا يفعل كذا فاحذره ولا تسمني: أي لا تذكر اسمي له، وعلى هذا حديث أُبّي ﵁ حين قال له النبي ﷺ "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقال: آلله سماني لك. قال: الله سماك لي" (١). وعلى هذا المعنى الثاني وقع تبويب الحافظ لأنه يريد: أن يبين مذاهب القراء في المواطن التي يذكرون فيها اسم الله تعالى الذي قد ثبت واستقر أنه سمى به نفسه فقال: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وعبر الشيخ والإِمام بالبسملة بدل التسمية (٢). والبسملة مصدر (٣) جمعت حروفه من ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ كالحوقلة من

(١) انظر: صحيح البخاري ٦/ ٢١٧ مطبعة / محمد على صبيح. (٢) انظر: التبصرة ص ٢٤٥ - والكافي ص ٧. (٣) بسمل يبسمل، وبسمل من باب النحت، وهو: أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة. والنحت كثير في كلام العرب ومع كثرته غير مقيس ومن المسموع: (سمعل) إذا قال سلام عليكم و(حوقل) إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

1 / 117