370

Durr Manzum

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

وقد ورد في التحذير من العالم غير العامل والتهديد له مالا يخفى ولا يكاد يحصى، وكان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم : «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع»، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه» (1)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقارض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون مالا يفعلون»(2)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «للزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم»(3)، وفي رواية: «أول من يدخل النار العلماء الذين لا يعملون بعلمهم...» الخبر، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تزول قدما عبد حتى يسأل [عن أربع] عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه»(1) وعن معاذ بن جبل قال: تعرضت أو تصديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطوف بالبيت، فقلت: يا رسول الله: أي الناس شر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «اللهم غفرا سل عن الخير ولا تسأل عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس»(2)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله»(3)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم من حديث: «وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به»(4)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه»(5).

نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا بفضله وكرمه.

Bogga 388