242

Durr Manzum

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

عز الهدى قطب أهل الفضل قاطبة

ابن النبي ومولانا أبي الحسن

حرسه الله بأم القرآن، وكفاه ما يحذر من تنكر طباع الزمان، وأتحفه من السلام بأفضله وأسناه، ومن الإنعام بأتمه وأنماه، ومن الرحمة بأوسعها وأعلاها، ومن البركات بأطيبها وأزكاها، على أخلاقه الرائقة، وشيمه الفائقة.

سلام على تلك الخلائق إنها

ألذ من الماء الزلال لشارب

سلام عليها إنها لخلائق

أحاطت بكل الوصف من كل جانب

سلام يحاكي المسك في نفحاته

ويحكي اللآلي في نحور الكواعب

وبعد: فصدورها لفرض السلام، واستمداد أدعية مولانا المباركة العظام، عن أحوال جميلة، ونعم من الله جمة جزيلة، لا يشوبها إلا خوف المعاد، والرحيل إلى دار الآخرة بغير زاد، فنسأل الله أن يوفقنا لإصلاح الحال، وأن يصلح لنا العقبى والمآل، بحق محمد وآله خير آل.

نعم؛ وكان صدورها بعد أن ورد كتاب مولانا الكريم، وخطابه العذب الوسيم، مشرقة أنواره، متلألئة شموسه وأقماره، مسفرة عن الحكم البالغة أقطاره، مشتملا على فنون من الفصاحة، شاهدا لمنشئه بنهاية البلاغة والبراعة، وإني حين سمعت بوروده استفزني الفرح قبل رؤيته، وهزني المرح عن مشاهدته، فما أدري ما رأيت، أخط مسطور؟ أم روض ممطور؟ أو كلام منثور؟ أو وشي منشور؟ ولم أعلم ما أبصرت من منظومه، أبأبيات شعر أم عقود در:

ففي كل لفظ منه روض من المنى

وفي كل سطر منه عقد من الدر

ولم يزل المقام الشريف مهديا للنفائس، ومنعما بأطيب حبا العرائس، فالله تعالى لا يخلي آفاق الكرم عن طلعته الكريمة، ولا يعدم معالم الأدب نفايس أخلاقه الوسيمة.

نعم؛ ثم إن من أياديه المشكورة، وتفضلاته المذكورة، تصديره إلي بالرسالة التي أنشأها في مسائل الإمامة، والبحث عما يتعلق بأمورها العامة، فلقد أفادنا بما وضعه فيها من محاسن الفوائد، ونظمه فيها من غرر الفرائد، مسائل كنا بها جاهلين، وفوائد كنا لها طالبين.

فلم تر العين درا قبلها نظمت فيه العقود بلا سلك ولا ثقب

Bogga 254