217

Durr Manthur

الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

Daabacaha

المطبعة الكبرى الأميرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٣١٢ هـ

Goobta Daabacaadda

مصر

عليه وسلم مصافيًا، وكان قد أبى أن يطلق زينب لما أمره المشركون أن يطلقها فشكر له صنيعه· ولما أطلقه النبي ﷺ من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة فعاد إلى مكة وأرسلها إلى المدينة فلهذا قال رسول الله ﷺ: "حدثني فصدقني ووعدني فوفى"· ولم تزل زينب بالمدينة وأبو العاص بمكة على شركه، فلما كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش ومعه جماعة منهم· فلما عاد لقيته سرية لرسول الله ﷺ أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناسًا وهرب أبو العاص بن الربيع، ثم أتى المدينة ليلًا فدخل على زينب فاستجار بها فأجارته· فلما صلى النبي ﷺ صلاة الصبح صاحت زينب: يا أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلم رسول الله ﷺ أقبل على الناس وقال: "هل سمعتم ما سمعت؟ " قالوا: "نعم· قال: "والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعتم"· وقال: "يجير على المسلمين أدناهم" ثم دخل على ابنته فقال: "أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له" قالت: إنه جاء في طلب ماله· فجمع رسول الله ﷺ تلك السرية· وقال: "إن هذا الرجل منا حيث علمتم وقد أصبتم له مالًا وهو مما أفاء الله عليكم وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإن أبيتم فأنتم أحق"· فقالوا: بل نرده عليه، فردوا عليه ماله أجمع فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم أسلم وحسن إسلامه· ثم قدم إلى المدينة ورد عليه رسول الله ﷺ ابنته ولم تزل معه حتى توفيت سنة ثمان من الهجرة· زينب ابنة جزيمة زينب ابنة جزيمة بن حارثة بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية زوج النبي ﷺ يقال لها: أم المساكين لكثرة إطعامها وصدقتها عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم أحد فتزوجها رسول الله ﷺ وقيل: كانت عند الطفيل بن الحرث بن عبد المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيد بن الحارث كانت أخت ميمونة زوج النبي ﷺ لأمها، وتزوجها رسول الله ﷺ بعد حفصة، ولم تلبث عند رسول الله ﷺ إلا يسيرًا - شهرين أو ثلاثة - حتى توفيت وكانت وفاتها في حياته ﷺ لا خلاف فيه· وقال ابن منده: إن النبي ﷺ قال: "أسرعكن لحوقًا بي أطولكن يدًا" فكان نساء النبي يتذارعن أيتهن أطول يدًا، فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدًا في الخير، وهذا وهم فإنه ﷺ قال: "أسرعكن لحوقًا" وهذه سبقته إنما أراد أول نسائه تموت بعد وفاته، وقد تقدم في زينب بنت حجش وهو لها أشبه لأنها كانت كثيرة الصدقة من عمل يدها، وهي أول نسائه، توفيت بعده والله أعلم· زينب بنت العوام أخت الزبير وهي أم عبد الله بن حكيم بن حزام أسلمت وبقيت إلى أن قتل ابنها يوم الجمل فقالت ترثيه وترثي الزبير أخاها: أعينيّ جودا بالدموع بأشرعا=على رجل طلق اليدين كريم زبير وعبد الله يدعي لحادث=وذي خلة منا وحمل يتيم قتلتم حواريّ النبي وصهره=وصاحبه فاستبشروا بجحيم وقد هدني قتل ابن عفان قبله=وجادت عليه عبرتي بسجوم

1 / 232