Durr Farid
الدر الفريد وبيت القصيد
Baare
الدكتور كامل سلمان الجبوري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Noocyada
= عَجِبْتُ لِسَعْي الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَها ... فَلَمّا انْقضى مَا بَيْنَنا سَكَنَ الدَّهْرُ مُقيمًا أَنْ لَمْ يُحْدِثِ الْيَوْمَ صَرْفُهُ ... لنَا خُطّة عَوْصَاءَ مِرَّتُهَا شَزْرُ عَلى رِسْلِه لَمْ يَكْتَرِثْ أَنْ تُصِيبَنا ... نَوائِبُ يَرْمِينا بِهَا مَعَهُ الْقَدْرُ (هَلِ الْوَجْدُ إِلّا أَنَّ قَلْبِيَ لَوْدَنَا ... مِنَ الْجَمْر قِيدَ الرُّمْحِ لاْحتَرَقَ الْجَمْرُ) وَيَا حُبَّها زِدْنِي جَوًى كُلَّ لَيْلَةٍ ... وَيَا سَلْوَةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الْحشْرُ أَلَيْسَ عَشِيّاتُ الِحْمَى بِرَوَاجِعٍ ... لنَا أبدًا ما أَوْرَقَ السَّلَمُ النَّضرُ وَلَا عائِذٍ ذَاكَ الزّمانُ الّذي مَضَى ... تَبَارَكْتَ مَا تَقْدِرْ يَقَعْ وَلَكَ الشُّكْرُ * * * يُرْوَى أنَّ هِشَامَ بن عَبْدِ المَلِكِ حَجَّ فِي أَيَّامِ خِلَافَتِهِ فَلَمَّا دَخَلَ فِي الطَّوَافِ وَأَرَادَ اسْتِلَامَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ لازْدِحَامِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَنُصبَ لَهُ مَنْبَرٌ حِيَالَ الكَعْبَةِ وَجَلَسَ مُنتظِرًا تَصَرُّمَ النَّاسِ إذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ زَيْنُ العَابِدِيْنَ ﵉ فِي ثَوْبَيْنِ مِصرِيَّيْنِ وَفِي رِجْلِهِ نَعْل فَلَمَّا رَآهُ أَهْلُ الحِجَازِ تَنَحُّوا عَنْهُ حَتَّى اسْتَلَمَ الحَجَرَ. فَقَالَ هِشَامٌ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ هَابَهُ النَّاسُ هَذِهِ الهَيْبَةَ؟ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ وَكَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ: أنَا أَعْرِفُهُ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: هَذَا الّذي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ والْحَرَمُ هَذَا ابْنَ خَيْرِ عِبادِ اللَّه كلّهِمُ ... هذا التَّقِيُّ النَّقيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمة إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَدِّهِ أَنْبياءُ اللَّهِ قَدْ خُتْمُوا إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إلى مَكَارِمِ هَذَا يَنتهِي الْكَرَمُ يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ ... رُكْنُ الْحَطيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ أي القَبائِل لَيْسَتْ في رِقَابِهُمُ ... لأوليّةِ هذا أَوْلَهُ نِعَم يَنْمِي إلى ذِرْوَةِ العِزِّ الّتي قَصَرَتْ ... عَن نَيْلِهَا عَرَبُ الإِسْلامِ والْعَجَمُ =
1 / 93