160

Durr Farid

الدر الفريد وبيت القصيد

Baare

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

التَّجْنِيْسِ هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي البَيْتِ بِكَلَامٍ مُتَجَانِسَةٍ ألْفَاظُهُ، وَبَعْضُهَا مُشْتَقٌّ مِنْ بَعْضٍ، وَهُوَ اتِّفَاقُ اللَّفْظِ وَاخْتِلَافِ المَعْنَى، وَقَلَّمَا تَسْتَعْمِلُهُ العَرَبُ فِي أشْعَارِهَا صَنْعَةً، إلَّا أَنْ يَقَعَ اتِّفَاقًا من غَيْرِ قَصْدٍ (١)، فَمَا يَنْدُرُ لَهُمْ مِنْهُ يأْتِي بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ كَقَوْلِ جَرِيْرٍ (٢): [من الوافر]
كَأنَّكَ - بِبِلَادِ نَجْدٍ ... وَلَمْ تَنْظُرْ بِنَاظِره الخِيَامَا

= وَمِنَ الجّنَاسِ قَوْلُ السَّرِيِّ أَيْضًا يَمْدَحُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا (١):
أَعَزمتْكَ الشِّهَابُ أَمْ النَّهَارُ ... أَرَاحَتْكَ السَّحَابُ أَمِ البِحَارُ
خُلِقْتَ مَنِيَّةَ وَمُنًى فَأَضْحَتْ ... تَمُوْرُ بِكَ البَسِيْطَةُ أَوْ ثُمَارُ
تُحَلِّي الدِّيْنُ أَوْ تَحْمِي حُمَاهُ ... فَأَنَتَ عَلَيْهِ سُوْرٌ أَوْ سِوَارُ
سُيُوْفُكَ مِنْ شُكَاةِ الثَّغْرِ بُوْءٌ ... وَلَكِنْ لِلْعِدَى فِيْهَا بَوَارُ
يَحُفُّ الوَفْدُ مِنْكَ بِأَرْيَحِيٍّ ... تَحِفُّ بِهِ السَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ
وَسَيْفٍ مِنْ سُيُوْفِ اللَّهِ مُغْرًى ... بِسَفْكِ دَمِ العِدَى مِنْهُ الفَرَارُ
حَضِرْنَا وَالمُلُوْكُ لَهُ قِيَامٌ ... تَغُصُّ نَوَاظِرًا فِيْهَا انْكِسَارُ
وزُرْنَا مِنْهُ لَيْثَ الغَابِ طَلْعًا ... وَلَمْ نَرَ قَبْلَهُ لَيْثًا يُزَارُ
فَكَانَ لِجَوْهَرِ المَجْدِ انْتِظَامٌ ... وَكَانَ لِجَوْهَرِ المَالِ انْتِشَارُ
وَقَالَ أَيْضًا (٢):
كَمْ مَعْرَكٍ عَرَكَ القَنَا أَبْطَالَهُ ... فَسَقَاهُمُ فِي النَّقْعِ سَمًّا نَاقِعَا
هَبَّتْ ريَاحُكَ فِي ذَرَاهُ سَمَائِمًا ... وَغَدَتْ سَمَاؤُكَ تَسْتَهِلُّ فَجَائِعَا
فَتَرَكْتَ مِنْ حَرِّ الحَدِيْدِ مَصَايِفًا ... فِيْهِ وَمِنْ فَيْضِ الدِّمَاءِ مَرَابِعَا
(١) انظر: البديع لابن أفلح العبسي ص ٨٧.
(٢) ديوانه ص ٢٢٢.

(١) ديوانه ٢/ ٢٢١.
(٢) ديوانه ٢/ ٣٦٢.

1 / 162