وَمُشَاكَلَةُ التَّجْنِيْسِ (١):
(١) وَمِنَ الجِنَاسِ قَوْلُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ فِي الهِجَاءِ:
ذُو مَلَقٍ فِي البَلَاءِ مُلْقٍ ... فَمَا يَفِي بِشَرَّهِ بِشَرِّه
وَلِجَعْفَرِ أَيْضًا فِي المُجَانَسَةِ يَقُوْلُ:
لَئِنْ لَجَّ هَذَا الدَّهْرُ فِيْمَا يَرِيْبُنَا ... وَوَلَّتْ عَلَيْنَا المُعْضِلَاتُ كَوَارِثُه
فَمَا صرَفَتْ عَنَّا إبَاءً صُرُوْفُهُ ... وَلَا أَحْدَثَتْ فِيْنَا خُضُوْعًا حَوَادِثُه
وَمِنَ المُجَانَسَةِ قَوْلُ الطَّاهِرِ البَصْرِيُّ فِي غُلَامٍ (١):
قُلْتُ لِلْقَلْبِ مَا دَهَاكَ أَجِبْنِي ... قَالَ لِي بَائِعُ الفَرَانِي فَرَانِي
نَاظِرَاهُ فِيْمَا جَنَا نَاظِرَاهُ ... أَوْدَعَانِي أَمُتْ بِمَا أَوْدَعَانِي
وَمِنَ الجَنَاسِ بِغَيْرِ قَصْدٍ لأَعْرَابِيٍّ:
وَتَارِيْخِ قَاعٍ صَيّبِ النَّدَى ... وَرَوْضٍ مِنَ الكَافُوْرِ طَلَّتْ سَحَائِبُه
فَجَاءَتْ سَحِيْرًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... كَمَا جَرَّ مِنْ ذَيْلِ الغِلَالَةِ سَاحِبُه
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَشْهَبِ بنُ رُمَيْلَةَ (٢):
أُسُوْدٌ شَرًى لَاقَتْ أُسُوْدَ خَفِيَّةٍ ... تَسَاقُوا عَلَى جُرْدٍ دِمَاءَ الأَسَاوِدِ
وَمِنْهُ قَوْلُ آخَرِ:
فَلَمَّا الْتقَيْنَا بيَّنَ السَّيْفُ ... بَيْنَنَا لِسَائِلَةٍ عَنَّا حَفِيٌّ سُؤَالُهَا
* * *
وَمِنَ التَّجْنِيْسِ قَوْلُ جَرِيْرٍ (٣):
حَلأتِ ذَا سَقْمٍ يَرَى لِشِفَائِهِ ... وردًا وَيُمْنَعُ إِنْ أَرَادَ وُرُوْدَا =
(١) انظر: من غاب عنه المطرب ص ١٥٣.
(٢) مجموع شعره ص ٢٣١.
(٣) ديوانه ص ٣٣٨.