158

Duroos of Sheikh Muhammad Isma'il Al-Muqaddim

دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم

Noocyada

رؤية النبي ﷺ في المنام حقيقتها وضوابطها وحكمها
قد يظن بعض الناس أن هناك نوعًا من الرؤية لا تحتاج إلى تبيين، فهي عندهم صادقة أبدًا، وهي رؤية الرسول ﷺ في المنام، نحن لا ننكر أن رؤية الرسول ﷺ حق وصدق، فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن رسول الله ﷺ قال: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي) وفي الحديث الآخر المتفق عليه يقول ﷺ: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي) لكن ينبغي أن نعلم أن رؤية الرسول ﷺ تكون حقًا إذا كانت الصورة المرئية له هي صورته الحقيقية التي كان عليها.
كيف نطبق هذا الحديث؟! إذا كان هذا الشخص يُحصي يحفظ الصفات الخلقية للنبي ﷺ مثل: ملامح عينيه، ولون بشرته، وشعره، وكذا وكذا من شكله وهيئته، ورآه على صورته الحقيقية التي رآها الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فالشيطان لا يمكن أبدًا أن يتمثل بصورة النبي ﷺ الحقيقية، أما إذا رئي النبي ﷺ في صورة غير صورته الحقيقية فالأمر ليس كذلك، فالممنوع هو أن يتمثل الشيطان بالصورة الحقيقية للرسول ﷺ.
كثير من الناس يبني خططه على أساس أنه يقول: رأيت الرسول ﷺ وقال لي: افعل كذا وكذا وكذا، نقول: لا، لابد من التثبت ونقول له: صف لنا ملامح الشخص الذي رأيته، فإذا كانت الملامح دقيقة وواضحة بصورة تتوافق تمامًا مع صفاته ﷺ الخلقية فنعم، لكن لهذا ضوابط يجب الأخذ بها وسوف نذكرها.
أما مجرد أن يقول: إنه رأى الرسول ﵊ في المنام ويقطع بأنها رؤية حقيقية، فلابد من دليل على صحة رؤياه.
إذًا: زعم الشيطان أنه هو الرسول ﵊ وتمثله في صورة غير صورته لم ينفه الحديث، وهذا الاحتمال قائم وواقع، فينبغي أن نكون على حذر، كثير من الأحوال يأتينا شخص ويقول: إن الرسول ﷺ يقول في المنام كذا ويخبر بكذا، لابد أن تكون الملامح في غاية من الدقة والوضوح مع ملامح النبي ﷺ، فهذا هو المنفي من قدرة الشيطان على التمثل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإلا لا نأمن أن يكون هذا من الشيطان.

8 / 7