Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
Noocyada
لا عزة ولا نصر إلا من عند الله ﷿
وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأنفال:١٠]، أي: لترتاح نفوسكم حتى لا تصابون بالقلق؛ لأنه كان المسلمون قلقين.
ثم قال سبحانه: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [الأنفال:١٠]، (ما) و(إلا) صيغة حصر، أي: النصر لا يأتي إلا من عند الله، لا من الملائكة ولا من جيش آخر يفد لمساعدة أمة من الأمم، ولا من سلاح فتاك نادر في الأرض، الله تعالى إذا أراد أن يبطل هذا يبطل مفعوله في لحظة، فلا يُستفاد منه أبدًا، كما حدث لجيوش في بلاد المسلمين سبقتنا بسنوات قليلة، فلما أراد الله ألا يستفاد منها لم يستفد منها، لكن إذا نزل النصر من عند الله ﷿ تحقق ولو العدد قليل، بشرط أن يكون المنصور مؤمنًا متمسكًا بدينه.
ثم يقول الله تعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:١٠]، عزيز: قوي، وحكيم: يضع الأمور في مواضعها، فينزل النصر حيث يتطلب الموقف النصر، وينزل الهزيمة حيث يتطلب الموقف الهزيمة تربية للمؤمنين، كما حدث يوم أحد ويوم حنين، والله تعالى قد ينفع بالقوة الضاربة في الأرض فيُستفاد منها، وقد يبطل مفعول هذه القوة الضاربة في الأرض فلا يُستفاد منها، ولذلك يقول الله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:١٠].
إذًا: العزة لله ليست لأحد من البشر إلا من أعزه الله ﷾، والله تعالى لا يعز بهذة العزة ولا يعطيها إلا من يستحقها من المؤمنين، فالله تعالى يقول: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:٨].
1 / 30