133

Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali

دروس للشيخ عبد الله الجلالي

Noocyada

نصيحة في حث الناس على الجهاد في سبيل الله السؤال نرجو منكم توجيه كلمة إلى الآباء والأمهات، ليعدوا أبناءهم للجهاد في سبيل الله، وتربيتهم التربية الجهادية، وجزاكم الله خيرًا؟ الجواب يقول الله تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة:٤١]، ليس هناك ما يحث على الجهاد في سبيل الله أعظم من مثل هذه الآيات. جاء رجل أعرج إلى النبي ﷺ فقال: (يا رسول الله! أريد الجهاد، فقال له الرسول ﷺ: إنك أعرج ومعذور، قال: إن الله يقول: «انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا» [التوبة:٤١]، وإني أرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه الجنة). الأمة الإسلامية لا تحيا إلا بالجهاد في سبيل الله قال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال:٢٤]، والأمة لا يكون لها مكان في هذا التاريخ وفي هذا العالم إلا بالجهاد في سبيل الله، فلا بد من الجهاد في سبيل الله، والأمة إنما حلت بها النكبات في أيامنا الحاضرة بسبب تركهم الجهاد في سبيل الله، وهو أمر خطير، فمن الردة عن الإسلام ترك الجهاد في سبيل الله، كما جاء في الحديث الصحيح: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر -يعني: شغلتم بالحرث عن الجهاد- ورضيتم بالزرع؛ أصابكم الله بذل لا يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)، وتأملوا -يا إخوان- معنى (تراجعوا دينكم) يعني: أن دينكم أصبح فيه خلل. ومعنى ذلك أن الأمة الإسلامية تطالب بالجهاد دائمًا وأبدًا، لاسيما في مثل هذه الظروف التي تسلط فيها طغاة الأرض والكافرون والمتجبرون على هذا الدين وعلى هذه الأمة الإسلامية، فلا بد من الجهاد في سبيل الله، وقد تبين الرشد من الغي في أيامنا الحاضرة، وأصبح الأمر واضحًا، فما على الآباء والأمهات والجميع إلا أن يحثوا هذا النشء على الجهاد في سبيل الله، وعلى التدرب والإعداد، فإن الله تعالى قد أمرنا بالإعداد وقال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ﴾ [الأنفال:٦٠]، والضمير في (لهم) يعود إلى الكافرين المكشوفين ﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ﴾ [الأنفال:٦٠]، أصبحنا نعلم بعضهم الآن فقد بدءوا يتكشفون، إذًا: لا بد من الإعداد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة:٧٣]. إذًا: لا بد أن يستعد المسلمون للجهاد في سبيل الله، وأن يتدربوا، والدولة الآن تبذل جهودًا من أجل أن يتدرب شباب هذه الأمة على الجهاد في سبيل الله، لعل الله أن يدفع بهم كيد الكافرين، والله تعالى يبين أن كيد الكافرين لا يندفع إلا بهذا الدين وبالجهاد في سبيل الله قال تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ [البقرة:٢٥١]، ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾ [الحج:٤٠]، لا بد من الجهاد في سبيل الله، ولا بد من الإعداد له، والآباء والأمهات وكل الناس مطالبون أن يحثوا الناس على الجهاد في سبيل الله كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال:٦٥]، وفي قراءة: (حرص المؤمنين)، وحرض أقوى؛ لأن حرض معناها: حثهم حثًا يصل إلى الهلاك، كأنك تهلك نفسك وأنت تحثهم على الجهاد في سبيل الله؛ لأن الحرض معناه الهلاك.

4 / 26