الاستمرار في التلبية
الأمر الثامن: ينبغي للمسلم أن يستمر في التلبية:- فيقول: لبيك اللهم لبيك، أو يقول: لبيك اللهم عمرة، ثم يستمر في تلك التلبية، فمتى نوى الدخول في النسك فلا طيب، ولا تقليم للأظافر، ولا تقصير للشعر، ولا لبس للمخيط إطلاقًا، فإنه قد حَرُمت عليه محظورات الإحرام، فيستمر في التلبية حتى يصل إلى بيت الله الحرام.
ثم نقول: ما المقصود بهذه التلبية؟ إن التلبية تعني أن المسلم مستجيب لله ولرسوله، كأنه يقول: لبيك اللهم لبيك، أي: أستجيب لك يا رب استجابةً بعد استجابة، فلا أنقطع في الاستجابة أبدًا يا رب، وتوحي للمسلم أنه انطلق، وتوحي له كذلك أن الإنسان منذ أن يدخل في الإحرام أنه مستجيب لله ولرسوله.
هذا مثالٌ بسيطٌ على ذلك؛ لو قيل لأحدنا: البس الإزار والرداء بدون سراويل أو (فنائل) فلا يستطيع أن يصلي به التراويح معنا إطلاقًا، فتجد الإنسان كلما تحرك يخشى أن تبدو عورته للناس؛ لكن إذا انطلقنا إلى بيت الله الحرام استجبنا لله ولرسوله سمعًا وطاعة، ولا نشعر بحرج ولا تضايق ولا بخجل ولا بغير ذلك، إن ذلك يدل على الاستجابة لله ولرسوله، فلنستمر في هذه الاستجابة، علنا أن نلقى الله على هذه الاستجابة، فيكون فيها الخير والأجر والثواب.
فإذا انطلق الإنسان وهو مُلَبٍّ فلا ينقطع؛ بل يستمر في التلبية حتى يصل إلى بيت الله الحرام.
3 / 25