35

Durar Suluk

درر السلوك في سياسة الملوك

Baare

فؤاد عبد المنعم أحمد

Daabacaha

دار الوطن

Goobta Daabacaadda

الرياض

وَحكي أَن عُثْمَان بن عبد الله وقف على مُحَمَّد بن سَمَّاعَة القَاضِي وَهُوَ فِي مجْلِس قَضَائِهِ يحكم بَين النَّاس فَقَالَ اسْمَع لَا سَمِعت يَا ابْن سَمَّاعَة ثمَّ أنشأ يَقُول (لقد كلفت يَا مِسْكين أمرا ... تضيق لَهُ قُلُوب الخائفينا) (أتعلم أَن رب الْعَرْش قَاض ... وتقضي أَنْت بَين العالمينا) فَقَامَ ابْن سَمَّاعَة من مَجْلِسه ودموعه جَارِيَة على خَدّه وَلَيْسَ أحد أولى بالحذر والإشفاق وَأَحْرَى بِالنّصب وَالِاجْتِهَاد مِمَّن تقلد أُمُور الرّعية لانقيادهم لحكمه وتصرفهم بَين أمره وَنَهْيه وَصَلَاح جَمَاعَتهمْ بصلاحه وَفَسَاد أُمُورهم بفساده وَقد قَالَت الْحُكَمَاء رشاد الْوَالِي خير من خصب الزَّمَان

1 / 88