Durar Faraid
درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة
Tifaftire
الدكتور سُلَيمان حُسَين العُمَيرات
Daabacaha
دار ابن حزم
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Gobollada
•Lubnaan
Boqortooyooyin
Cismaaniyiinta
الْمَوْضُوْعَةِ لِلْجَارِحَةِ الْمَخْصُوْصَةِ إِذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي النِّعْمَةِ (١)؛ لِكَوْنِهَا بِمَنْزِلَةِ الْفَاعِلِيَّةِ لِلنِّعْمَةِ؛ لِأَنَّ النِّعْمَةَ مِنْهَا تَصْدُرُ وَتَصِلُ إِلَى الْمَقْصُوْدِ، وَكَالْيَدِ فِي الْقُدْرَةِ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَظْهَرُ سُلْطَانُ الْقُدْرَةِ يَكُوْنُ فِي الْيَدِ، وَبِهَا يَكُوْنُ الْأَفْعَالُ الدَّالَّةُ عَلَى الْقُدْرَةِ؛ مِنَ الْبَطْشِ، وَالضَّرْبِ، وَالْقَطْعِ، وَالْأَخْذِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَكَالرَّاوِيَةِ (٢) - الَّتِيْ هِيَ فِي الْأَصْلِ اسْمٌ لِلْبَعِيْرِ الَّذِيْ يَحْمِلُ الْمَزَادَةَ - إِذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي الْمَزَادَةِ. أَيْ: فِي الْمِزْوَدِ الَّذِيْ يُجْعَلُ فِيْهِ الزَّادُ (٣)، أَيِ الطَّعَامُ، الْمُتَّخَذُ لِلسَّفَرِ (٤)؛ وَالْعَلَاقَةُ كَوْنُ الْبَعِيْرِ حَامِلًا لَهَا (٥)، وبِمَنْزِلَةِ الْعِلَّةِ الْمَادِّيَّةِ (٦).
(١) ويُشترَط أن يكونَ في الكلام إشارةٌ إلى المُوْلِي لها؛ فلا يُقال: (اقتنيْتُ يدًا) كما يُقال: (اقتنيتُ نعمةً). انظر: الإيضاح ٤/ ٢١.
(٢) في صل: الرّواية، تحريف.
(٣) انظر: المطوّل ص ٥٧٥. والمزادةُ يُتزوَّد فيها الماءُ. والمِزْوَدُ وعاءٌ يُجعل فيه الزّادُ. انظر اللّسان (زيد - زود).
(٤) الزَّادُ: طعام السّفَر والحضَر جميعًا. انظر اللّسان (زود).
(٥) وبعلاقة المجاورة.
(٦) علاقاتُ المجازِ المرسَلِ كثيرةٌ؛ والعمريُّ رحمه الله تعالى اختصرَ بحثَ المجاز المرسَل اختصارًا شديدًا؛ لذا سنشيرُ إلى أشهرِها؛ (علمًا بأنَّ علاقة المجاز المرسَل تُسمَّى بحسب اللفظ المذكور في الجملة لا المحذوف):
السَّببيّة: يُذكَرُ السَّببُ ويُراد منه المُسَبَّبُ؛ (رَعَتِ الماشيةُ الغيثَ) أي: العُشبَ، ولكنْ ذُكِرَ الغيثُ الذي هو سببُ العُشب.
المُسبَّبيّة: يُذكَرُ المُسَبَّبُ ويُراد منه السَّببُ؛ (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) [غافر: ١٣] أي: مطرًا يُسبِّبُ الرِّزقَ.
الجُزئيّة: يُذكَرُ الجزءُ، ويُرادُ منه الكُلُّ؛ (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) [النِّساء: ٩٢] أي: عَبْدٍ مؤمنٍ.
الكُلّيّة: يُذكَرُ الكُلُّ، ويُرادُ منه الجزءُ؛ (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ) [البقرة: ١٩] أي: رؤوس أصابعهم.
اعتبار ما كان: تسمية الشّيء باسم ما كان عليه (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) [النّساء: ٢] أي: البالغين الرّاشدين الذين كانُوا يتامى.
1 / 350