207

Durar Faraid

درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة

Baare

الدكتور سُلَيمان حُسَين العُمَيرات

Daabacaha

دار ابن حزم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

لِمَانِعٍ مِنْهُ: أَيْ مِنَ الزَّائِدِ الْمُعَبَّرِ بِهِ عَنْ تَرْبِيَةِ الْفَائِدَةِ؛ كَعَدَمِ الْعِلْمِ بِالْمُقَيِّدَاتِ، أَوْ عَدَمِ الِاحْتِيَاجِ إِلَيْهَا، أَوْ خَوْفِ انْقِضَاءِ الْفُرْصَةِ (١)، أَوْ عَدَمِ إِرَادَةِ أَنْ يَطَّلِعَ السَّامِعُ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْحَاضِرِيْنَ عَلَى زَمَانِ الْفِعْلِ أَوْ مَكَانِهِ (٢)، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ لِأَغْرَاضٍ تَتَعلَّقُ بِهِ، أَوْ خَوْفِ أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمُخَاطَبُ أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ مِكْثَارٌ أَوْ قَادِرٌ عَلَى التَّكَلُّمِ فَيَتَوَلَّدَ مِنْهُ عَدَاوَةٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. وَإِنْ: تَقَيَّدَ الْفِعْلُ بِالشَّرْطِ: نَحْوُ: (أُكْرِمُكَ إِنْ تُكْرِمْنِيْ)، أَوْ (إِنْ تُكْرِمْنِيْ أُكْرِمْكَ) فَتَقَيُّدُهُ لِاعْتِبَارِ مَا يَجِيْءُ مِنْ أَدَاتِهِ: حَرْفًا كَانَتِ الْأَدَاةُ، أَوِ اسْمًا. فَتَقْيِيْدُ الْفِعْلِ بِالشَّرْطِ لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ مَا بَيْنَ أَدَوَاتِهِ مِنَ التَّفْصِيْلِ؛ وَذَلِكَ مُبَيَّنٌ فِيْ عِلْمِ النَّحْوِ، فَليُرْجَعْ إِلَيْهِ (٣)، ولكنْ لا بُدَّ من النَّظَرِ ههنا في (إنْ، وإذا، ولو)؛ لكثرةِ مباحثِها الشَّريفةِ الْمُهْمَلَةِ في عِلْمِ النَّحْوِ (٤)؛ فَلِهَذَا قَالَ النَّاظِمُ: وَالْجَزْمُ أَصْلٌ فِيْ إِذَا: أَيِ الْجَزْمُ بِوُقُوْعِ الشَّرْطِ فِي الِاسْتِقْبَالِ فِي اعْتِقَادِ الْمُتَكَلِّمِ أَصْلٌ فِيْ (إِذَا). لَا إِنْ: أَيْ لَيْسَ الْجَزْمُ بِوُقُوْعِ الشَّرْطِ فِي الِاسْتِقْبَالِ أَصْلًا فِيْ

(١) كأن ترى في المسبح طفلًا يغرق، فتقول للمُنقِذ: (غَرِقَ)، ولا تقولُ: (غَرِقَ في المسبح). أتيتَ بالمسند فعلًا غيرَ مقيّدٍ بشيءٍ؛ انتهازًا لفرصة إنقاذ الطِّفل. (٢) كأنْ تقول لِمَنْ ضمَّك وإيَّاه مجلسٌ: (أخوك أزعجَ النّاس)، لا تذكرُ المكان والزَّمان، حتّى لا يطّلعَ الحاضرون على مكان الفعل وزمانه. انظر: المفصّل في علوم البلاغة ص ١٩٣. (٣) انظر: سيبويه ٣/ ٥٦ وما بعدها، والمقتضب ٢/ ٧٤ وما بعدها. (٤) الجارّ والمجرور «في علم النّحو» متعلّقان باسم المفعول «المُهمَلة»؛ لقوله في المختصر ص ٦٧: «لأنَّ فيها أبحاثًا كثيرة لم يُتعرّض لها في علم النّحو».

1 / 241