Duruur Al-cuquud Al-fariidada Ee Tarjumaadka Dadka Aan Muhiimka Ahayn
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Noocyada
============================================================
الخاص والعام، ولا يقبل لأحد شيئا، وإنما يتقوت من عمل العبى بيده من الصوف، فإذا باع العباءة وعرفه أحد فزاد فيها أكثر من قيمتها لم يقبل الزيادة وأعرض عنه، وكان يتردد إليه نائب الشام فيمن (يتردد)(1) فيخاطبهم بجرآة وإقدام من غير اهتبال بهم. واختص بصحبة شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية، وقدم إلى القاهرة بسببه لما سجن) وكلم الآمير بيبرس الجاشنكير في أمره، وصدع بالنكير عليه، وجبهه بكلمة الحق، واجتمع بالسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة اثتي عشرة وببع مثة بدمشق، وكلمه في رفع مظلمة لأهل زرع كان يتحصل منها آلف دينار فأبطلها، فلما خرج من عنده قال السلطان: ما رأيت أهيب من شكل هذا الرجل، ثم أعيدث تلك المظلمة فقدم إلى القاهرة وهرع الناس لزيارته والتبرك بذعائه حتى لم يكد يتأخر عنه أمير ولا وزير؛ وذكر للسلطان فقال: هو فج الكلام، قوي النفس. فقيل للشيخ: آلا تجتمع بالشلطان؟ فقال: لا أجتمع به أبدا، فإني استخرت الله تعالى سبعين مرة في الاجتماع به فلم أجد ما يدل على اجتماعي به، وعاد إلى الشام؛ وذلك في أوائل سنة إحدى وأربعين. ثم قدم القاهرة في سنة آربع وأربعين، واجتمع بالشلطان الملك الصالح عماد الدين اسماعيل بن محمد بن قلاؤون، فقضى أشغاله وعاد.
ولم يزل على الازدياد من الخير حتى مات بمدينة خبراص من الشام في يوم الثلاثاء منتصف ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبع مثة عن اربع وتسعين سنة تقريبا.
وقد أبطل الله على يده مكوسا كثيرة، وأزال به مظالم عديدة، وكان لا يعوذ من مضر إلا وعلى يده جملة تواقيع بإبطال حوادث ومتجددات من كثرة ما يقصده الناس لمثل ذلك، فنفع الله به خلائق كثيرة . وكان له حظ زائد وقبول عظيم عند الأتراك بحيث إن من كان لا يحبه منهم لا يرد سؤاله في شيء أبذا، رحمه الله.
(1) إضاقة منا لابد منها ليستقيم النص: 8
Bogga 308