============================================================

وكتب على الفتوى فأجاد، وناب في الحكم عن ابن المغلي، وحضر مجلس السلطان الملك المؤيد شيخ مع الفقهاء في كل آسبوع، وصار فقيه الحنابلة وعالمهم فلما مات ابن المغلي استذعي وخلع عليه في يوم الاثنين رابع عشري صفر سنة ثمان وعشرين وثماني مثة، واستقر قاضي القضاة الحتابلة حتى صرف بعز الدين عبدالعزيز بن علي ابن العز البغدادي في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين، ثم أعيد في يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر سنة إحدى وثلاثين، فلم يزل على قضاء القضاة حتى توفي يوم الأربعاء النصف من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثماني مئة، ودفن من يومه خارج باب النضر، وكان الجمع موفورا والثناء عليه جميلا؛ فالله يرحمه، فإنه منذ قدم القاهرة صاحبا لي، فما علمته إلا صواما قواما، صاحب حظ من صلاة الليل وورد من القرآن والأذكار، واتباع للشنة ومحبة لها ولأهلها، وكانت السنة النبوية هي الجامع بيني وبينه. وما أعلم بعده في الحنابلة مثله، ولا أعلم فيه ما آعييه به سوى تقلده القضاء، فالله يرضي عنه أخصامه، ويتجاوز عن سيئاته بمنه وكرمه، 174- أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخسين بن مؤسك، الشيخ شهاب الدين أبو سعيد ابن الشيخ شهاب الدين أبي الخسين الهكاري، أخو شيختنا جوئرية بنت أحمد الهكارية(1).

كان أبوه مين المكثرين. سمع من الحافظ أبي أحمد الدمياطي، وكتب الكثير بخطه الفائق، ومات سنة خمسين وسبع مئة. وسمع أبو سعيد صاحب الترجمة على الثور ابن الصواف بسموعه على النسائي، ل وسمع أيضا على الثور الثغلبي، ومحمد بن علي بن ساعد، والشريف عز (1) ترجمته في: الذيل على العبر للعراقي ا/ 98، وتاريخ ابن قاضي شهبة (وفيات 763)، والدرر الكامنة 104/1، ووجيز الكلام 1/ 127، وحسن المحاضرة 1/ 358، وذيل طبقات الحفاظ 357، وطبقات الحفاظ للسيوطي

Bogga 267