وبإسناده عن أمير المؤمنين أنه استعمل رجلا على بعض الأعمال فيما كان رأس السنة عزله فأتي بسليف من دراهم يحمله حتى طرحه بين يدي علي عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، هذا أهداه لي أهل عملي ولم يهدوه لي قبل أن تستعملني ولا بعد أن نزعتني، فإن كان لي أخذته وإلا فشأنك به، فقال له أمير المؤمنين: أحسنت لو أمسكته كان غلولا، وأمر به لبيت المال.

وبإسناده عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم قالوا: كنا في مسلحة من مسالح العدو ، فلقينا المشركين فحاص الناس حيصة، فكنا فيمن حاص، فلما رجعنا إلى أنفسنا قلنا: وكيف ننظر في وجوه المسلمين وقد بؤنا بغضب من الله؟ قال: فدخلنا المدينة ليلا فقلنا: نخرج من المدينة وفيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم نلقه، فغدونا إليه وهو غاد إلى صلاة الفجر فلقيناه فقلنا: يا رسول الله، نحن الفرارون، فقال: ((بل أنتم العكارون أنا فئة لكل مسلم))، قال: فقبلنا يده.

Bogga 165