فقال وديع بحرارة: الموضوع جاد، إذا أردت اللمسات الفكاهية هنا أو هناك، فهذه أمرها غير عسير، وهو يجيء في العلاج دون إفساد الفكرة الأصلية. - لا أقصد هذا، أنا أريد خلق شخصية مضحكة؛ لتلعب دورها في الفيلم كله، كتابع أو صديق للبطل.
فاستمات وديع في الدفاع قائلا: لكنها تبدو شخصية ملزوقة، وقد تكررت في أفلامنا حتى باخت.
فقالت عواطف: بالعكس هذه الشخصية تنجح دائما، ودورها مناسب لحمودة!
ولم يكن حمودة إلا أخاها؛ ولذلك لم يجد وديع في المعارضة جدوى، فعدل عنها قائلا: سأجد لها مكانا في القصة.
فعاد المخرج يقول: وسخن النهاية أكثر، إنها ليست باردة كما يقول دزرائيلي، ولكن تسخينها لا بأس به، اختمها بمعركة بين البطل وغريمه. - لا .. لا، هذه نهاية لا تناسب موضوعا نفسيا، ولا تناسب موضوعنا بحال، فكر في هذا من فضلك، إنها نهاية مناسبة لفيلم رعاة بقر أو ما يشابهه. - المعركة لعبة ناجحة، وأنا متخصص في المعارك.
فقال مجدي ضاحكا: يا أستاذ وديع، لا تظلم مخرجنا، كيف تحرمه في فيلم طويل، ولو من معركة واحدة؟ أتريده أن يضرب المتفرجين أو يضرب المنتج!
وضجت الحجرة بالضحك عدا وديع الذي مضى يجتر غمه صامتا، وإذا بعواطف تقول: ودوري مناسب بلا شك، ولكنه في النصف الأول من الفيلم سلبي.
فقال وديع اليائس من تتابع الضربات: دورك في الأول هو دور امرأة عادية، نموذج متكرر من نسائنا في البيت، ولكن دورك الحقيقي يبدأ بزواجك من البطل. - ليس هذا بدور بطلة فيلم! - ولكن هكذا القصة تسير. - ولو!
وتساءل ترى ألا يمكن أن يجد عملا آخر غير التأليف؟ وتأوه دون صوت. وعند ذاك قال مجدي: هذه ملاحظات بسيطة لن تغير جوهر القصة، وطبعا أنت موافق يا أستاذ وديع؟! - الحق أني غير موافق.
فضحك ضحكة مترعة بصحة وعافية، وقال: هكذا يكون موقفك كل مرة، وتستمر المناقشات حتى منتصف الليل، ثم تجبر بخاطرنا.
Bog aan la aqoon