Ilmooyinka Bilyatsho
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Noocyada
3
لو أننا كنا كغصني شجرة، الشمس أرضعت عروقنا معا، والفجر روانا ندى معا، ثم اصطبغنا خضرة مزدهرة حين استطلنا فاعتنقنا أذرعنا.
لو أننا كنا نجمتين جارتين، من شرفة واحدة مطلعنا، في غيمة واحدة مضجعنا، وحين يأفل الزمان يا حبيبتي يدركنا الأفول، يبعثنا الإله في قارب الجنان، درتين بين حصى كثير، وإذ يرانا ملك يعبر السبيل، يشد عينيه صفاؤنا، يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يرشقنا في المفرق الطهور.
لو أننا كنا جناحي نورس رقيق، ناعم لا يبرح المضيق، محلق على ذؤابات السفن يؤنس البحارة، ويؤنسون وحدته، بالشدو والأشعار والنفخ في المزمار.
كان يحسب أن هذا حال الدنيا، دنيا العاشقين والحزانى الساهرين الحافظين موثق الأحبة، كان يحسب أن رومانسيتها واقعية، لكننا، وآه من قسوتها لكننا؛ لأنها تقول في حروفها الملفوفة المشتبكة بأن هذا هو المستحيل.
كان يحلم بعالم سعيد، فقال «لا» في وجه من قالوا «نعم» للذل والقهر.
كان يحلم بعالم سعيد، ولكن هيهات هيهات، فلا زالت أصداء صيحات الدنقلي في نزعه الأخير تملأ الفراغ السرمدي.
لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد.
وخلف كل ثائر يموت، أحزان بلا جدوى ودمعة سدى.
ارفعوا عيونكم للثائر المشنوق، لربما إذا التقت عيونكم بالموت في عينيه، يبتسم الفناء داخله، لأنكم رفعتم رأسكم مرة! «سيزيف» لم تعد على أكتافه الصخرة، يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق، والبحر كالصحراء لا يروي العطش؛ لأن من يقول «لا» لا يرتوي إلا من الدموع.
Bog aan la aqoon