لعَمْرُك ما يدري الفتى كيف يتَّقي ... نوائب هذا الدَّهرِ أمْ كيف يحْذرُ
يرى الشيء ممَّا يُتَّقى فيخافُه ... وما لا يرى مما يقِي اللهُ أَكْبَرُ
السعادةُ موهبةٌ ربَّانيَّة
ليس عجبًا أنْ يكون هناك نفرٌ من الناسِ يجلسون على الأرصفةِ، وهم عُمَّالٌ لا يجدُ احدُهم إلا ما يكفي يومه وليلته، ومع ذلك يبتسمون للحياةِ، صدورُهم منشرِحةٌ وأجسامُهم قويةٌ، وقلوبُهم مطمئنَّةٌ، وما ذلك إلا لأنَّهم عَرَفوا أنَّ الحياة إنما هي اليومُ، ولم يشتغلوا بتذكُّرِ الماضي ولا بالمستقبلِ وإنما أفنوْا أعمارهم في أعمالِهم.
وما أُبالي إذا نفسي تطاوعُني ... على النَّجاةِ بمنْ قدْ عاش أو هلكا
وقارِنْ بين هؤلاء وبين أناسٍ يسكنون القصور والدُّور الفاخرة، ولكنَّهمْ بَقُوا في فراغٍ وهواجس ووساوس، فشتتهُمُ الهمُّ، وذهب بهم كلَّ مذهبِ.
لحا اللهُ ذي الدِّنيا مُناخًا لراكِبٍ ... فكُلُّ بعيدٍ الهمِّ فيها مُعذَّبُ
الذِّكْرُ الجميلُ عمرٌ طويلٌ
منْ سعادِة العبدِ المسلمِ أنْ يكون لهُ عمرٌ ثانٍ، وهو الذِّكْرُ الحسنُ، وعجبًا لمنْ وجد الذكْر الحسنَ رخيصًا، ولمْ يشترِهِ بمالِه وجاهِه وسعيِه وعملِه.
1 / 317