159

Documentation of the Sunnah in the Second Hijri Century: Foundations and Trends

توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته

Daabacaha

مكتبة الخنانجي بمصر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Noocyada

ومنصور فقيه، وإبراهيم فقيه، وعلقمة فقيه. وحديث يتداوله الفقهاء خير من أن يتداوله الشيوخ١. ٣٠٨- إن الراوي إذا اتبع هذه الوسائل من تلق صحيح، وحفظ متقن، وتعاهد لهذا الحفظ، فإنه -مما لا شك فيه- سيثبت فيما يرويه، وعلامة تثبته عدم الشك فيما يحمله ويؤديه، فإن شك في الحديث تركه، قال الشافعي: كان مالك إذا شك في شيء من الحديث تركه كله٢. وقد مر موقف حاتم ابن إسماعيل من بعض كتبه التي شك فيها، فتركها كلها٣. ويقول يحيى بن معين: من لم يكن سمحًا في الحديث كان كذابًا، قيل له: وكيف يكون سمحًا؟. قال: إذا شك في الحديث تركه، ويقول عبد الرحمن بن مهدي: خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث٤. اختبار ضبط الراوي للحديث: ٣٠٩- كيف تعرف النقاد على ضبط الراوي لحديثه؟ تعرفنا على بعض هذا فيما سبق حينما بينا دور الكتاب في توثيق الأحاديث وغير هذا تعرف النقاد على مقدار ضبط الراوي بوسائل أهمها: ١- مقارنة رواياته بروايات الثقات المشهورين بالضبط والإتقان، فإن كانت رواياته موافقة لرواياتهم تمامًا أو في الأغلب، فهو ضابط ثبت في مروياته وأحاديثه -تبعًا لذلك- صحيحة إذا انضمت إلى ضبطه عدالته، ويحتج بحديثه؛ لأنه بهذه الحالة قد أمن من أن ينسى أو يخطئ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم٥. ٣١٠- ولقد قام أئمة الحديث بمقارنة مرويات الراوي بمرويات غيره

١ معرفة علوم الحديث ص١١. ٢ الكفاية م ص ٣٤٦. ٣ الكفاية م ص٣٤٧. وص ١٦٦ من هذا الكتاب. ٤ المصدر السابق م ص ٢٤٥. ٥ مقدمة ابن الصلاح على التقييد والإيضاح ١٣٨.

1 / 171