فإن سأل عن قوله عز وجل: {فهي كالحجارة أو أشد قسوة} (¬1) فقال: كيف جازت «أو» من الله تعالى وإنما هي للشك؟ قيل له: قد جاء عن أهل اللغة والتفسير أن «أو» في هذا الموضع ليست للشك، ولا يجوز على الله سبحانه الشك. ومعنى «أو» إذا كان بمعنى الزيادة على الشيء أو النقصان منه كان معناها «بل»، كقوله عز وجل: {إلى مائة ألف أو يزيدون} (¬2) لما كانت مائة ألف من الناس نهاية أخبر تعالى أنه بعث الله نبيه عليه السلام إلى هذا العدد /47/ العظيم عندهم.
ومن القلة والقرب قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى} (¬3) ، وكذلك {ومآ أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} (¬4) ، وأنشد الفراء (¬5) في «أو» [ب]معنى «بل»:
بدت مثل قرن الشمس في رونق ... الضحى ... وبهجتها أو أنت في العين ... أملح (¬6)
وإذا كانت «أو» بمعنى إضافة الثاني إلى الأول كانت بمعنى الواو، ومنه قول النابغة (¬7) :
Bogga 93