* مسألة [حكم التعجب في صفات الله]:
قال أبو محمد (¬1) رحمه الله: لا يجوز أن يقال: ما أبصر الله بعباده، وما أعلم الله بعباده، أو ما أقدر الله، أو ما أحكم الله بعباده، أو نحو هذا من صفات الذات، لا يجوز أن يقال على سبيل التعجب.
وعن أبي محمد حيان (¬2) : إنه لا يجوز أن يقال: ما أكرم الله، وما ألطفه، وما أحكمه، وما أشبه هذا؛ لأنه تعجب، والتعجب عن تعالى منفي.
وفي بعض الكتب أن التعجب جائز في الأفعال ولا يجوز في صفات الذات، يجوز أن يقال: ما أحسن صنع الله وتدبيره!. ولا يجوز أن يقال: ما أحسن علم الله، وقدرة الله، وعزة الله، وإن الله لحسن العلم والعزة والقدرة، هذا لا يجوز؛ لأنها صفات الله، و«ما أحسن» في الأفعال مدح وتعظيم، وفي الذات تصغير، والله أعلم بالصواب.
ويقوي هذا القول قول أبي محمد رحمه الله: إنه لا يجوز التعجب في صفات الذات، فاختصاصه لصفات (¬3) الذات دون الأفعال دليل على إجازة التعجب في الأفعال؛ لأنه لو كان لا يجوز في الجميع لما خص صفة دون صفة، والله أعلم.
وقد يوجد التعجب في الأفعال كثيرا وهو على جهة التعظيم والتكبير.
Bogga 77