فنهض /106/ الشيخ مسرورا وهو يقول:
أنت الإمام الذي نرجو ... بطاعته (¬1) ... يوم النشور من الرحمن ... رضوانا
أو ضحت من ديننا ما كان ... ملتبسا ... جزاك ربك عنا فيه ... إحسانا (¬2)
ومعنى كلام علي أن الله تعالى لم يجبر عباده على طاعة. ولم تكن معصية العاصي لغلبة، ولا طاعة المطيع على كره وجبر، تعالى الله وجل. وقوله: «قدرية هذه الأمة ومجوسها»، أما القدرية فلأنهم يكذبون بالقدر ويقولون: لا قدر. وقالت المجبرة: إنما سموا بالمجوس لأنهم ضاهوا المجوس في قولهم حين قالت: إن الله خلق الخير ولم يخلق الشر ولم يرده، وإن الشيطان يخلق الشر. تعالى الله خالق كل شيء!. وللقدرية آراء مختلفة ومذاهب كثيرة تأتي بعد هذا عند ذكر الفرق والمذاهب إن شاء الله.
فصل [قول أصحابنا في القدر، ونفي اتهامهم بالجبر]
قال أبو عبد الله (¬3) رحمه الله: يسمون أصحابنا المجبرة، يقولون: إنهم يقولون: إن الله تعالى جبر العباد على المعصية، وليس ذلك من قول أصحابنا. وأصحابنا يقولون: إن الله تعالى خلق الطاعة والمعصية، وأمر بالطاعة ونهى عن المعصية، وعلم من يعمل بالطاعة والمعصية، فنفذ علم الله تعالى كما علم.
وقول أصحابنا: إن الله تعالى ما أجبر أحدا على طاعة ولا معصية، وإنه تعالى أمر بالطاعة وأحبها ورضيها وزينها، فمن عمل بها فبعلم الله، والله المان عليه. وإنه تعالى نهى عن المعصية وأبغضها وكرهها وقبحها، فمن عمل بها فبعلم الله، ولله الحجة عليه.
Bogga 249