وللقلب رؤية كما للعين رؤية، وقد جاء ذلك في أشعارهم، قال امرؤ القيس (¬1) :
تنورتها من أذرعات ... وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر ... عال (¬2)
تنورتها: نظرت إلى نارها، وأنا بأذرعات: يعني الشام، «وأهلها بيثرب»: يعني المدينة. وأنشد أبو عبيدة (¬3) :
أليس بصيرا من ... يرى وهو قاعد ... بمكة أهل الشام ... يختبزونا (¬4)
وإنما يراهم بقلبه.
- وقال الله عز وجل لنبيه j: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السمآء فقد سألوا موسى أكبر من ذالك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم} (¬5) فعلمنا أنه تعالى ليس ممن يجوز أن يرى جهرة، ولا تدركه الأبصار.
- وقال عز وجل: {وقال الذين لا يرجون لقآءنا لولآ أنزل علينا الملآئكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم} (¬6) لأنهم سألوا ما لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.
Bogga 209