منها ما يراد به النفس المنفوسة، وهو قوله تعالى: {كل نفس ذآئقة الموت} (¬1) . ومنها ما يراد به التوكيد، وهو قولهم: (¬2) هو الحق نفسه، يريد: هو الحق، وكذلك لقيته بنفسي، يريدون لقيته بنفسي [كذا]، ومنه قول موسى عليه السلام: {رب إني ظلمت نفسي} (¬3) أي: ظلمت لا غيره.
والنفس: الرأي والإرادة، كقولهم نفس فلان في كذا وكذا، أي: إرادته فيه. وهو بين نفسين، أي: بين رأيين وإرادتين، ومنه قول الكميت (¬4) يذكر الحمار، قال:
تذكر من أنى ومن أين ... شربه ... يؤامر نفسيه كذي ... الهجمة (¬5) الأبل (¬6)
والنفس: الضمير وما في قلب الإنسان. والنفس: العين التي تصيب /75/ الإنسان. والنفس: الدم، ومنه قولهم: نفست المرأة، وامرأة نفساء.
فالنفس المنفوسة عن الله تعالى منفية؛ لأنها لا تكون إلا للمخلوقين؛ لأنهم بها يحيون وبها يموتون، والله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء من خلقه تعالى عن ذلك. فمن زعم أن لله تعالى نفسا غيره هي حالة فيه فقد أعظم على الله الفرية، جل عما قال (¬7) المبطلون.
* مسألة [معنى قوله تعالى: {...ولآ أعلم ما في نفسك}]:
Bogga 172