والأول أحسن وأصح في المعنى؛ لأن «من» إنما /58/ تدخل في الكلام التام، فأما في الناقص فلا، وهذا مفصل بقوله عز وجل: {ما هو شفآء ورحمة}، ألا ترى أنك لو قلت: ننزل القرآن ما هو شفاء لم يجز، كما تقول: نكفر عنكم سيئاتكم، واتخذوا مقام إبراهيم مصلى؟. يقول ذو الرمة (¬1) :
تبسمن عن نور الأقاحي ... في النوى ... وفترن من أبصار مضروجة كحل (¬2)
أراد: وفترن أبصارا مضرجة، أي: ملطخة.
* مسألة [في قوله تعالى: {كلما خبت زدناهم سعيرا}]:
Bogga 127