وأما كونه أجبر أهلها –يعني أهل الدرعية، فمن الكذب والبهتان، بل دخلوا في دين الله أفواجًا، واستجابوا لمن دعاهم إلى الله، وأدخلوا سائر أهل نجد ممن لم يقبل دين الله ورسوله في دين الله قهرًا وقسرًا، وجاهدوهم حتى تبين لهم صحة هذا الدين، وذاقوا حلاوته واطمأنوا به، وجاهدوا مع الأمير "محمد بن سعود" من لم يدخل فيه، حتى استوسقت له جزيرة العرب ودانت، ثم إن الذين أنكروا هذه الدعوة من الدول الكبار والشيوخ وأتباعهم من أهل القرى والأمصار، أجلبوا على عداوة أهل الإسلام، وهم إذ ذاك في عدد قليل، وفي حال تخلف الأسباب عنهم وفقرهم، فرموهم عن قوس العداوة:-
فمن أهل نجد دهام بن دوس، وابن زامل، وآل بجاد أهل الخرج، ومحمد بن راشد راعي الحوطة، وتركي الهزاني وزيد ومن والاهم من الأعراب والبوادي، كذلك العنقري في الوشم ومن تبعه، وشيوخ قرى سدير والقصيم، وبوادي نجد، وابن حميد ملك الأحساء ومن تبعه من حاضر وبادي، وكلهم تجمعوا لحرب المسلمين مرارًا عديدة مع عريعر وأولاده، منها نزولهم على الدرعية وهي شعاب لا يمكن تحصينها بالأبواب والبنا، وقد أشار إلى ذلك العلامة حسين بن غنام رحمه الله تعالى بقوله:
1 / 47