329
لا يكون مدلولاهما١ متناقضين، فأما مع٢ تناقض المدلولين المعلومين فيمتنع تعارض الدليلين. وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيًا دون الآخر، فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي، فإن الظن لا يدفع اليقين. وإما إن كانا جميعًا ظنيين: فإنه يصار إلى طلب ترجيح أحدهما، فأيهما ترجح كان هو المقدم، سواء كان سمعيًا أو عقليًا. ولا جواب عن هذا، إلا أن يقال: الدليل السمعي لا يكون قطعيًا، وحينئذ فيقال: هذا مع كونه باطلًا فإنه لا ينفع، فإنه على هذا التقدير يجب تقديم القطعي لكونه قطعيًا لا لكونه عقليًا، ولا لكونه أصلًا للسمع، وهؤلاء جعلوا عمدتهم في التقديم كون العقل هو الأصل للسمع، وهذا باطل، كما سيأتي بيانه إن شاء الله. وإذا قدر أنه لم يتعارض قطعي وظني، لم ينازع عاقل في تقديم القطعي، لكن كون السمعي لا يكون٣ قطعيًا دونه خرط القتاد.

١ في ط الرياض: "مدلولهما". ٢ سقطت "مع" من ط الهند. ٣ سقطت "لا يكون" من ط الهند.

1 / 328