الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ، قال: «وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه وأوآخي بينكم كما آخى الله (تعالى) بين ملائكته؛ قم يا أبا بكر»، فقام فجثا بين يديه الشريفتين؛ فقال: «إن لك عندي يدا الله يجزيك بها، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذتك، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي» وحرك قميصه بيده، ثم قال: «ادن يا عمر»؛ فدنا فقال: «قد كنت شديد البأس علينا يا أبا حفص فدعوت الله أن يعز بك الدين أو بأبي جهل، ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبهما إلى الله، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة»، وآخى بين المهاجرين والأنصار فجعلهم أخوين أخوين.
وكانوا خمسين من هؤلاء ومثلهم من هؤلاء، وقيل: كانوا تسعين؛ وكانت المؤاخاة في دار أنس بن مالك، وهي دار أبي طلحة زوج أم أنس ، واسمه زيد بن سهل.
هي الأواصر أدناها الدم الجاري
فلا محالة من حب وإيثار
الأسرة اجتمعت في الدار واحدة
حييت من أسرة بوركت من دار
مشى بها من رسول الله خير أب
يدعو البنين فلبوا غير أغمار
تأكد العهد مما ضم ألفتهم
واستحصد الحبل من شد وإمرار
Bog aan la aqoon