Diwaanka Asraarta iyo Astaamaha
ديوان الأسرار والرموز
Noocyada
وكل ما يمكننا من إدامة حال التوتر يمكننا من الخلود.
وهذا التصور للشخصية يقوم معيارا ليقيم الأشياء، أعني أن في ذاتنا معيار الحسن والقبح، وبهذه تحل مسألة الخير والشر، فما يقوي الذات خير وما يضعفها شر، ويجب أن يقوم الدين والأخلاق والفنون بهذا المعيار أيضا.
واعتراضي على أفلاطون هو في أصله اعتراض على كل النظم الفلسفية التي تقصد إلى الفناء لا البقاء والتي تغفل المادة، وهي أكبر العقبات في سبيل الحياة، وتدعو إلى الفرار منها لا إلى تسخيرها والتسلط عليها.
وكما تعرض مسألة المادة في مبحث حرية الذات، تعرض مسألة الزمان في مبحث خلودها.
يقول برجسون: إن الزمان ليس خطا ممتدا إلى غير نهاية يتحتم علينا المرور به، هذا التصور للزمان غير صحيح، فالزمان الخالص لا يدخل فيه تصور الطول، أي لا نستطيع قياسه بمقياس الليل والنهار.
إن خلود الذات أمل، من أراد أن يظفر به فليجد ويدأب لبلوغه، والظفر به موقوف على أن نسلك طريقا للفكر والعمل في هذه الحياة يعيننا على حفظ حالة التوتر، ولا يستطيع إبلاغنا هذا الأمل دين بوذا والتصوف العجمي، وما إلى هذين من نظم الأخلاق الأخرى، لقد أضرت بنا هذه الطرق فأضرعتنا وأنامتنا، إن هذه المذاهب هي الليالي في أيام حياتنا.
تربية الذات
لا ريب أن الذات تستحكم بالعشق، ومفهوم العشق هنا واسع جدا، ومعناه: إرادة الجذب والتسخير ، وأعلى أشكاله أن يخلق مقاصده ويجد في نيلها، وخاصة العشق إفراد العاشق والمعشوق، أعني: إظهار الانفراد والاستقلال فيهما، وإذا جد الطالب في طلب الأوحد الأسمى ظهر فيه التوحد، ويتحقق ضمنا توحد المطلوب؛ لأنه إن لم يكن واحدا مستقلا بنفسه لم يسكن الطالب إليه، إنما يمكن عشق شخص أو وجود معين، ولا يمكن لشخص عشق كائن غير مشخص.
وكما تستحكم الذات بالعشق تضعف بالسؤال، وكل ما ينال بغير جهد يعد سؤالا، فالذي يرث مال غيره سائل، والذي يتبع أفكار غيره أو يدعيها لنفسه سائل.
والخلاصة: أنه ينبغي - لأجل إحكام الذات - أن نخلق في أنفسنا العشق، ونتجنب كل ضروب الاستجداء (أي: البطالة).
Bog aan la aqoon