وسيف أثيم يحز الرؤوس ... وقيد ومعتقل مظلم
وطغيانها يلتوى في الخداع ... كما يلتوي في الدجى الأرقم
وكم تدعي عفة والوجود ... بأصناف خستها مفعم !
وآثامها لم تسعها اللغات ... ولم يحو تصويرها ملهم
أنا لم أقل كل أوزارها ... تنزه قولي وعف الفم
تراها تصول على ضعفنا ... وفوق مآتمنا تبسم
وتشعرنا بهدير الطبول ... على أنها لم تزل تحكم
وتظلم شعبا على علمه ... ويغضبها أنه يعلم
وهل تختفي عنه وهي التي ... بأكباد أمته تولم ؟
وأشرف أشرافها سارق ... وأفضلهم قاتل مجرم
***
عبيد الهوى يحكمون البلاد ... ويحكمهم كلهم درهم
وتقتادهم شهوة لا تنام ... وهم في جهالتهم نوم
ففي كل ناحية ظالم ... غبي يسلطه أظلم
أيا من شعبتم على جوعنا ... وجوع بنينا . ألم تتخموا ؟
ألم تفهموا غضبة الكادحين ... على الظلم ؟ لا بد أن تفهموا ؟
كلنا في انتظار ميلاد الفجر
يا رفاق السرى إلى أين نسري ... وإلى أين نحن نجري ونجري ؟
دربنا غائم يغطيه ليل ... فكأنا نسير في جوف قبر
دربنا وحشة وشوك ووحل ... وسباع حيرى ؛ وحيات قفر
ومتاه تحير الصمت فيه ... حيرة الشك في ظنون " المعري "
والرؤى تنبري كظمآن تهوي ... حول أشواقه خيالات نهر
والدجى حولنا كمشنقة العمر ... كوادي الشقا : كخيمات شر
راقد في الطريق يتسد الصم ... ت ؛ ويومي بألف ناب ، وظفر
ذابل والنجوم في قبضتيه ... ذابلات كالغيد في كف أسر
***
يا رفاق السرى إلى كم نوالي ... خطونا في الدجى إلى لا مقر ؟
أقلق الليل والسكون خطانا ... وخضبنا بجرحنا كل صخر
وغرسنا هذا الطريق جراحا ... واجتنينا الثمار حبات جمر
فإلى كم نسير فوق دمانا ؟ ... أين أين القرار هل نحن ندري ؟
كلنا في السرى حيارى ولكن ... كلنا في انتظار ميلاد فجر
كلنا في انتظار فجر حبيب ... وانتظار الحبيب بصبى ويغري يا رفاقي لنا مع الفجر وعد ... ليت شعري متى يفي ؟ ليت شعري !
Bogga 56