أنساق في عمري إليه مثلما ... تنساق أيامي إلى الآصال
***
وسألتها : فرنت وقالت : لا تسل ، ... دعني عن المفصول والمفضال !
أسكت ! فليس الموت سوقا عنده ... عمر بلا ثمن ، وعمر غالي !!
عذاب ولحن
\
لمن أرعش الوتر المجهدا ... وأشدو وليس لشدوي مدى ؟
وأنهي الغناء الجميل البديع ... لكي أبدا الأحسن الأجودا
وأستنشد الصمت وحدي هنا ... وأخيلتي تعبر السرمدا
فأسترجع الأمس من قبره ... وأهوى غدا قبل أن يولدا
وأستنبت الرمل بالأمنيات ؛ ... زهورا ، وأستنطق الجلمدا
وحينا أنادي وما من مجيب ... وحينا أجيب وما من ندا
وأبكي ولكن بكاء الطيور ... فيدعوني الشاعر المنشدا
***
لمن أعزف الدمع لحنا رقيقا ... كسحر الصبا كابتسام الهدى ؟
لعينيك نغمت قيثارتي ... وأنطقتها النغم الأخلدا
أغنيك وحدي وظل القنوط ؛ ... أمامي وخلفي كطيف الردى
وأشدو بذكراك لم تسألي ... لمن ذلك الشدو أو من شدا ؟
كأن نكن نلتقي والهوى ... يدلل تاريخنا الأمردا
وحبي يغنيك أصبى اللحون ؛ ... فيحمر في وجنتيك الصدى
ونمشي كطفلين لم نكترث ... بما أصلح الدهر الدهر أو أفسدا
ونزهو كأنا ملكنا الوجود ؛ ... وكان لنا قبل أن يوجدا
وملعبنا جدول من عبير ... إذا مسه خطونا ... غردا
وأفراحنا كشفاه الزهور ؛ ... تهامسها قبلات الندى
أكاد أضم عهود اللقاء ؛ ... وألثمها مشهدا مشهدا
وأجتر ميلاد تاريخنا ... وأنتشق المهد والمولدا
وأذكر كيف التقينا هناك ؛ ... وكيف سبقنا هنا الموعدا ؟
وكيف افترقنا على رغمنا ؟ ... وضعنا : وضاع هوانا سدى
حطمنا الكؤوس ولم نرتوي ... وعدت أمد إليها اليدا
وأخدع بالوهم جوع الحنين ؛ ... كما يخدع الحلم الهجدا
أحن فأقتات ذكرى اللقا ... لعلي بذكراه أن أسهدا
وأقتطف الصفو من وهمه ... كما يقطف الواهم الفرقدا أتدرين أين غرسنا المنى ؟ ... وكيف ذوت قبل أن نحصدا ؟
Bogga 51