فتئن الريح ... تمازحه ... وتلون أذناه المزحا
والآفاق الوسنى ورق ... محيت ، أو أوراق ... تمحي
والحي سكون مصفر ... كخطايا تستجدي الصفحا
وتموت الشكوى في فمه ... فيكلف رعشته البوحا
إصغاء لم يسمع شدوا ... غناه ولم يذكر ... نبحا
صمت ؛ إغفاء ؛ ثلجي ... لم يلمح في الحلم الصبحا
***
فتثاءب حوليه جبل ... وتنهد غاجتر السفحا
وتلظى دمه فامتدت ... كالجذوة قامته السمحا
وتسلقت الأطياف إلى ... عينيه تقتبس اللمحا
***
فرنا والظلمة مشنقة ... بجراح الأنجم مبتلة
ودخان عملاق يرخى ... فوق التيه العاني ظله
ويروع الحلم فباغته ... تيار الصحو على غلفه
وتلوى حينا في دمه ... وهوى أشلاء منحله
وتعالت أحلام الوادي ... تومي كعناقيد النخلة
وأفاق ثراه كموعود ... بالموت : أبل من العلة
وتمطى يبدأ ميلادا ... خصبا نيساني الحله
واهتز كأسخى مزرعة ... حبلى تتمخض بالغلة
وافتر وباحت شفتاه ... للبيدر بشرى مخصلة
ومنى كتبسم زنبقه ... فتحت شفتيها للنحلة
وأعاد الجو حكايته ... كحديث الطفل إلى الطفله
وكغنج الوعد على ثغر ... خمري يستهوي القبلة
وأسال الجو مبهجه ... كالشلالات المنهلة
وغلا في الثلج دم حي ... فأحال برودته شعله
***
وامتد عمودا جمريا ... واحمر بعينيه الأرق
ماذا ؟ من أذكى الرمل هنا ؟ ... فهفا يخضر وينطلق
وتنادى الترب فمقبرة ... تدوي ورماد يحترق
وهنا احتشد العدم الغافي ... كالصيف يفوح ويأتلق
يلد الميعاد بجبهته ... تاريخا يبدعه العرق
ويوشحه أفق صحو ... بالدفء ، ويحضنه أفق
وتوالى موكبه الشادي ... فتغنت وازدهت الطرق
وتعنقدت الشهب السكرى ... بيديه واخضر الشفق
يمضي يجتر مواسمه ... ويزغرد حوليه العبق
ويجنح فجرا معطاء ... ينصب وفجرا ... ينبثق
فتغيم هنالك أسئلة ... " تلغو " هل يرتد الغسق ؟
Bogga 107