78

بل ، كم خطيب شفى نفسا بموعظة

وكم طبيب شفى جسما من السقم

مؤدبون بآداب الملوك ، فلا

تلقى بهم غير عالي القدر محتشم

قوم بهم تصلح الدنيا إذا فسدت

ويفرق العدل بين الذئب والغنم

وكيف يثبت ركن العدل في بلد

لم ينتصب بينها للعلم من علم ؟

ما صور الله للأبدان أفئدة

إلا ليرفع أهل الجد والفهم

وأسعد الناس من أفضى إلى أمد

في الفضل ، وامتاز بالعالي من الشيم

لولا الفضيلة لم يخلد لذي أدب

ذكر على الدهر بعد الموت والعدم

فلينظر المرء فيما قدمت يده

قبل المعاد ، فإن العمر لم يدم

Bogga 78