364

فبادر لميقات الصلاة ، ومل بنا

إلى القصف ما بين الجزيرة والنهر

إذا ما قضينا واجب الدين حقه

فليس علينا في الخلاعة من وزر

ألا رب يوم كان تاريخ صبوة

مضى غير إثر فى المخيلة أو ذكر

عصيت به سلطان حلمي ، وقادني

إلى اللهو شيطان الخلاعة والسكر

لدى روضة ريا الغصون ، ترنحت

معاطفها رقصا على نغمة القمري

تدور علينا بالمدامة بينها

تماثيل ، إلا أنها بيننا تجرى

ترى كل ميلاء الخمار من الصبا

هضيمة مجرى البند ، ناهدة الصدر

إذا انفتلت في حاجة خلت جؤذرا

أحس بصياد فأتلع من ذعر

لوى قدها سكر الخلاعة والصبا

فمالت بشطر ، واستقامت على شطر

وعلمها وحى الدلال كهانة

فإن نطقت جاءت بشئ من السحر

Bogga 364