289

فلا تغرنك أشباه تمر بها

هيهات ، ما كل طرف سابق أرن

فلا ملام على ما كان من حدث

فكلنا بيد الأقدار مرتهن

لو كان للمرء حكم في تصرفه

لعاش حرا ، ولم تعلق به المحن

وأي حي - وإن طالت سلامته -

يبقى ؟ وأي عزيز ليس يمتهن ؟

كل امريء غرض للدهر يرشقه

بأسهم لا تقي أمثالها الجنن

فليشغب الدهر ، أو تسكن نوافره

فلست منه على ما فات أحتزن

غنيت عما يهين النفس من عرض

فما علي لحي في الورى منن

لكنني بين قوم لا خلاق لهم

إن عاقدوا غدروا ، أو عاشروا دهنوا

يخفون من حسد ما في نفوسهم

ويظهرون خداعا غير ما بطنوا

يا للحماة ! أما في الناس من رجل

وارى الضمير ، له عقل به يزن ؟

Bogga 289