203

فأي فؤاد لا تذوب حصاته

غراما ، وطرف ليس يقذيه سهده ؟

بلوت الهوى حتى اعترفت بكل ما

جهلت ، فلا يغررك فالصاب شهده

ظلوم له في كل حي جريرة

يضج لها غور الفضاء ونجده

إذا احتل قلبا مطمئنا تحركت

وساوسه في الصدر ، واختل وكده

فإن كنت ذا لب فلا تقربنه

فغير بعيد أن يصيبك حده

وقد كنت أولى بالنصيحة لو صغا

فؤادى ، ولكن خالف الحزم قصده

إذا لم يكن للمرء عقل يقوده

فيوشك أن يلقى حساما يقده

لعمرى لقد ولى الشباب ، وحل بى

من الشيب خطب لا يطاق مرده

فأي نعيم في الزمان أرومه ؟

وأى خليل للوفاء أعده ؟

وكيف ألوم الناس فى الغدر بعدما

رأيت شبابى قد تغيرعهده ؟

Bogga 203