165

تكللت بجمان القطر ، واتزرت

بسندس النبت والريحان ، واتشحت

ترنح الغصن من أشواقه طربا

لما رأى الطير فى أوكارها صدحت

صح النسيم بها وهو العليل ، وقد

مالت بخمر الندى أغصانها ، وصحت

وليلة سال في أعقابها شفق

كأنها بحسام الفجر قد ذبحت

طالت ، وقصرها لهوي بغانية

إن أعرضت قتلت ، أو أقبلت فضحت

هيفاء ، إن نطقت غنت ، وإن خطرت

رنت ، وإن فوقت ألحاظها جرحت

دارت علينا بها الكاسات مترعة

بخمرة لو بدت فى ظلمة قدحت

حمراء سلسلها الإبريق في قدح

كشعلة لفحت في ثلجة نصحت

روح إذا سلكت في هامد نبضت

عروقه ، أو دنت من صخرة رشحت

طارت بألبابنا سكرا ، ولا عجب

وهى الكميت إذا فى حلبة جمحت

Bogga 165