Diwaan Ibrahim Al-Yaziji

Ibraahim Al-Yaaziji d. 1324 AH

Diwaan Ibrahim Al-Yaziji

ديوان إبراهيم اليازجي

Noocyada

gabayo

البحر : طويل

إليك كتابا من محب متيم

يترجم عما في الفؤاد تقررا

تضمن من نيران شوقي مجامرا

وأودعت فيه من سلامي عنبرا

Bogga 1

البحر : خفيف تام

قال كم صانع الزمان حميرا

يتخطون فوق بسط الحرير

قلت لن تشتفي بذم أناس

بهم صرت حاسدا للحمير

Bogga 2

البحر : بسيط تام

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

فيم التعلل بالآمال تخدعكم

وأنتم بين راحات الفنا سلب

الله أكبر ما هذا المنام فقد

شكاكم المهد واشتاقكم الرب

كم تظلمون ولستم تشتكون وكم

تستغضبون فلا يبدو لكم غضب

ألفتم الهون حتى صار عندكم

طبعا وبعض طباع المرء مكتسب

وفارقتكم لطول الذل نخوتكم

فليس يؤلمكم خسف ولا عطب

لله صبركم لو أن صبركم

في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب

كم بين صبر غدا للذل مجتلبا

وبين صبر غدا للعز يحتلب

فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا

من دهركم فرصة ضنت بها الحقب

لا تبتغوا بالمنى فوزا لأنفسكم

لا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلب

Bogga 3

خلوا التعصب عنكم واستووا عصبا

على الوثام ودفع الظلم تعتصب

لأنتم الفئة الكثرى وكم فئة

قليلة تم إذ ضمت لها الغلب

هذا الذي قد رمى بالضعف قوتكم

وغادر الشمل منكم وهو منشعب

وسلط الجور في أقطاركم فغدت

وارضها دون أقطار الملا خرب

وحكم العلج فيكم مع مهانته

يقتادكم لهواه حيث ينقلب

من كل وغد زنيم ما له نسب

يدرى وليس له دين ولا أدب

وكل ذي خنث في الفخش منغمس

يزداد بالحك في وجعآئه الجرب

سلاحهم في وجوه الخصم مكرهم

وخير جندكم التدليس والكذب

لا يستقيم لهم عهد إذا عقدوا

ولا يصح لهم وعد إذا ضربوا

إذا طلبت إلى ود لهم سببا

فما إلى ودهم غير الخنى سبب

Bogga 4

والحق والبطل في ميزانهم شرع

فلا يميل سوى ما ميل الذهب

أعناقكم لهم رق وما لكم

بين الدمى والطلا والنرد منتهب

باتت سمان نعاج بين أذرعكم

وبات غيركم للدر يحتلب

فصاحب الأرض منكم ضمن ضيعته

مستخدم وربيب الدار مغترب

وما دماؤكم أغلى إذا سفكت

من ماء وجه لهم في الفحش ينسكب

وليس أعراضكم أغلى إذا انتهكت

من عرض مملوكهم بالفلس يجتلب

بالله يا قومنا هبوا لشأنكم

فكم تناديكم الأشعار والخطب

ألستم من سطوا في الأرض وافتتحوا

شرقا وغربا وعزوا أينما ذهبوا

ومن أذلوا الملوك الصيد فارتعدت

وزلزل الأرض مما تحتها الرهب

ومن بنوا لصروح العز أعمدة

تهوى الصواعق عنها وهي تنقلب

Bogga 5

فما لكم ويحكم أصبحتم هملا

ووجه عزكم بالهون منتقب

لا دولة لكم يشتد أزركم

بها ولا ناصر للخطب ينتدب

وليس من حرمة أو رحمة لكم

تحنوا عليكم إذا عضتكم النوب

أقدراكم في عيون الترك نازلة

وحقكم بين أيدي الترك مغتصب

فليس يدرى لكم شأن ولا شرف

ولا وجود ولا اسم ولا لقب

فيا لقومي وما قومي سوى عرب

ولن يضيع فيهم ذلك النسب

هب أنه ليس فيكم أهل منزلة

يقلد الأمر أو تعطى له الرتب

وليس فيكم أخو حزم ومخبرة

للعقد والحل في الأحكام ينتخب

وليس فيكم أخو علم يحكم في

فصل القضاء ومنكم جاءت الكتب

أليس فيكم دم يهتاجه أنف

يوما فيدفع هذا العار إذ يثب

Bogga 6

فأسمعوني صليل البيض بارقة

في النقع إني إلى رناتها طرب

وأسمعوني صدى البارود منطلقا

يدوي به كل قاع حين يصطخب

لم يبق عندكم شيء يضن به

غير النفوس عليها الذل ينسحب

فبادروا الموت واستغنوا براحته

عن عيش من مات موتا ملؤه تعب

صبرا هيا أمة الترك التي ظلمت

دهرا فعما قليل ترفع الحجب

لنطلبن بحد السيف مأربنا

فلن يخيب لنا في جنبه أرب

ونتركن علوج الترك تندب ما

قد قدمته أياديها وتنتحب

ومن يعش ير والأيام مقبلة

يلوح للمرء في أحداثها العجب

Bogga 7

البحر : -

إليك مثال صب مستهام

خلعت عليه من سقمي ثيابا

حوى رسمي فاصبح لي شبيها

وقد شابهته من حيث ذابا

Bogga 8

البحر : بسيط تام

رواية قد روت عن أمة العرب

ما ليس ينسى على الأيام والحقب

مآثر في سجل المجد قد كتبت

لو أنصفت خطها الراوون بالذهب

هم الرجال رجال الفخر ذكرهم

باق على الدهر في الأفواه والكتب

أهل المزية في بأس وفي كرم

وسادة الشعر والأقوال والخطب

كم غص ناد بهم قدما وكم عمرت

آثارهم ناديا في العجم والعرب

ظلنا نطارح عنهم كل نادرة

لم تخل من أدب للمرء أو طرب

حتى تبدت لنا أشخاصهم فقضى

من أجلها كل وهم أعجب العجب

في ليلة لم يكن للحلم منتجع

فيها ولا في الكرى للطرف من أرب

بتنا نرى من خلا من معشر درجوا

كأنهم أنشروا من دارس الترب

ثم انقضوا وإلى الله المصير وما

يبقى سوى وجهه الميمون في الحجب

Bogga 9

لله ناشر هذا البرد من رجل

وفي النجابة حق الفضل والأدب

قد جددت يده وشي القديم لنا

وإن في الخمر معنى ليس في العنب

Bogga 10

البحر : بسيط تام

رواية جاد منشبها اللبيب بما

أجاد من وشي الطاف وآداب

راقت محاضرها انسا وقد أخذت

من حاضريها بأسماع وألباب

قد أنشأت للنهى فيما أرت عبرا

وأطربت كل سمع أي إطراب

أمسى بها النقد نقادا لمالكه

فهو المحك لأخلاق وأحساب

وأظهرت لمروءات الكرام يدا

يبقى ثناها على تكرار أحقاب

سدت مفاقر ذي البؤسى وقد فتحت

للأجر عند سواه أيما باب

لله منشئها الندب الخطير فقد

فازت يداه بأخطار وأنداب

عصن نمى في رياض العلم حيث سما

بالفضل ما بين أتراب وأضراب

لا زال يهدى إلينا بالجميل ولا

زلنا نقرظه في كل محراب

Bogga 11

البحر : بسيط تام

إلى معاليك ينمى المجد والحسب

ومن معانيك طيب المدح يكتسب

وفي ظلالك للآمال منتجع

تجوده من ندى راحاتك السحب

يا خير ملك قد اعتز السرير به

تبذخا وتباهت باسمه الخطب

ومن أعاد شباب الدهر فاتبسمت

به الليالي وردت صفوها الحقب

بقية السلف الغر الذين مضوا

ومن به قد حيوا من بعدما ذهبوا

وخير من جاءنا من بعدها خلفا

يحيا به الفضل والعرفان والأدب

أنت العماد لأقوام بك اعتصموا

تيمنا وحوالي عرشك اعتصبوا

ذخر لنا الدهر أبقاه يلوذ به

من لم تدع غيره ذخرا له النوب

من سادة العرب العرباء قد فخرت

به السيادة وأعتزت به العرب

نفس لما طاب ماء المزن طاهرة

وحر أصل كما قد أخلص الذهب

Bogga 12

تعنوا له أوجه السادت صاغرة

ويستكين لديه الجحفل اللجب

ساس البلاد بأطراف اليراع ولو

يشاء ناب القنا الخطي والقطب

طود على أرض زنجيبار قد شخصت

له البحار بطرف غضه الرهب

عم الجزيرة ظل منه قد وسعت

أطرافه البيد واستندرت به الهضب

فدى لحمود أملاك كأنهم

متى يقاسوا به الأوثان والخشب

هم الملوك ولكن لا يرى لهم

من عدة الملك إلا البأو والحجب

لا يبتغون لكسب الحمد من سبب

ولا إليهم لمن رام الثنا سبب

الآخذين زكاة الشعر لا حمدوا

عنها ولا هي عند الله تحتسب

وكيف يعرف قدر الشعر في نفر

ليسوا بعرب ولا عجم إذا نسبوا

إليك تزجى قوافينا ولو قدرت

طارت إلى حيث يزهو ربعك الخصب

Bogga 13

فأنت أفضل من يثنى عليه ومن

ينحى إليه ويرجى عنهده الأرب

جاراك في الفضل أقوام ففتهم

شأوا وفضلك ممن أمه كثب

فلا تزل للعلى بدرا تضيء به

دهم الليالي وتخفى عنده الشهب

Bogga 14

البحر : -

يا من ترحل عن عيني وأودعها

دمعا على خطرات الذكر سفاحا

تهزني الريح وجدا كلما خطرت

ويخطف البرق قلبي كلما لاحا

Bogga 15

البحر : بسيط تام

قف بي نحيي رباها أيها الحادي

فتلك أبياتها في عدوة الوادي

قد خيمت باللوى الغربي ضاربة

عليه أطنابها من غير أوتاد

مقيمة لم تقم إلا على سفر

ما ينقضى بين تأويب وأساد

تمشي الهويني كما مر النسيم ضحى

في هودج من شعاع النور وقاد

يحجب البعد سيماها فإن قربت

صدت دلالا فزادت غلة الصادي

يسارق الطرف عين الشمس منطرها

فالشمس من دونها حلت بمرصاد

حتى إذا هجعت في ليلها ظفرت

منها العيون بلمح الميسم الباد

فنبئينا رعاك الله جارتنا

بل أنت سوغ لنا من عهد ميلاد

قد انقطعنا فما أن بيننا صلة

ولا سبيل لملاح ولا حاد

ولم يكن بيننا سد وقد ضربت

أيدي الفضا دون لقيانا باسداد

Bogga 16

ما أن ينالكم للبرق منطلق

ولا يقرب منكم سير منطاد

وإنما رسلنا الأنوار حاكية

نار الصليب تبدت فوق انجاد

تهدي لنا عنكم رمزا تعود لكم

بمثله بين اصدار وايراد

Bogga 17

البحر : بسيط تام

يا ليت شعري هل تدرين موضعنا

وهل لديك رجال أهل ارصاد

وهل رأوا ركبنا النوري منطلقا

في ليلهم بين تصويب واصعاد

وهل أقاموا لنا مثل الذي رفعت

آباؤنا لك من تكريم عباد

فذي هياكلك الشماء قد شخصت

هاماتها في الذرى أمثال أطواد

رأوك للحسن معبودا وما وهموا

فالحسن معبود عشاق وزهاد

لعل للأرض هذا الحظ عندكم

وأنها لو علمتم دار افساد

وعلك اليوم خلو من مفاسدها

وأن نكن قد خلقنا خلق انداد

أنت الفتية لا تدرين مفسدة

أين المفاسد من أخلاق أولاد

ضل الجميع وتاهوا في غوايتهم

فما أهتدى حاضر منهم ولا باد

وأصبح الزور مرفوع اللواء بهم

وقائل الحق موصوفا بالحاد

Bogga 18

قام الخصام بما لا يعلمون له

كنها ولم تره أبصار أشهاد

شغب تفاقم في الأجيال واضطرمت

به العداوة دهرا بين أكباد

أما كفاكم بني الإنسان شقوتكم

وأنكم للمنايا جد وراد

وما تعانون من جهد الحياة وقد

أمست كوقر ثقيل فوق اكتاد

ومن تقلب أطوار الزمان بكم

كإنما هو حرباء بأعواد

ومن مراغمة الأقدار طاردة

لكم كتيار يم حول طراد

ومن مزاولة الأرزاق بغيتها

تزاحمون بأقدام واعضاد

ومن مكابدة الأدواء ساطية

ومن نوازل لا تحصى بتعداد

فما لكم تسعدون الدهر بعضكم

لكيد بعض به يا شر اسعاد

وإنما أرضنا دار السلام لمن

يبغي السلام ودار الحرب للفادي

Bogga 19

وكلنا فوقها رهن الزوال فلا

أضل بعد الكفى من سعي مزداد

Bogga 20