182

============================================================

ديوان المؤيد أركبير فى شكواه التى بثها شعره، وفى حزنه الذى لزمه أكثرأيام حياته ، إنما الذى كان ينغص على المؤيد حياته هو الوسط الذى عاش فيه ، والبيئة التى أحاطت به ، بل ظروف حياته نفسها ى التى سبيت آلامه، وكانت هذه الالام مصدرا لشعرالمؤيد الرقيق ، فقيام آهل السنة ضده وسعيهم الى الايقاع به والنيل منه ، وقيام السلطان العبامى ضده، وعدم وجود نصير له ا و مداقع عنه فى بلاده ، حتى اضطر إلى القرار من بلده كل ذلك سبب للمؤيد آلاما شديلة م نظر إلى تفسه بعد وفوده على مصرفوجد نفسه حرا ولكنه فى أسر ، طليقا ولكته فى قيود ، كان يخيل إليه أنه يستطيع أن يفعل ما يريد ولكنه لم يستطع أن يقعل شيئا ولاأن يتحرك خطوة، وتنكرله أهل شيعته وعملوا على حرماته مما هو أهل له وما كانت تصبو إلي قفسه ، كل ذلك كان له أثركبير فى نقس المؤيد وكل ذلك أوحى إلى المؤيد آن ينشد هذه اشعار التى نراها فى ديوانه . ويخيل إلى أن المؤيد كان مريع التاثر والاتفعال ولكنه كان ضطر آحيانا إلى آن يضبط نفسه فكان يصطنع الحلم فى الوقت الذى كان يتكاثر حول الاعداء كما فعل فى مناظرته مع العلوى أمام أبى كاليجار وكما فعل فى محاوراته مع رؤساء العرب فى مؤامرة البساسيرى، وكان مربع التاثر والا نفعال إذا خلا إلى نفسه أو وجد نفسه مع قوم اا عتقد أنهم أفل منه ولكنهم أصبحوا سادة بحكم الظروف التى ساعدتهم ومثل ذلك معاملته مع الزراء المصريين ، كل ذلك كان سبب شكوى المؤيد ومصدر آلامه وبكائه ، وإذن فهو إذا سخط على الحياة وطلب الموت والراحة من هذه الحياة فذلك من ناحيتين إحداهما دينية خالصة دان بها مذهبه واعتقدها كل أبناء شيعته الذين كانوا يرحبون بالموت وينشدون الخلاص من الحياة الدنيا، لان الحياة هى سجن المؤمن وجنة الكافر وأن التفس وهى نور روحانى تكون فى الحياة رهينة محبس الجسم البلى الترابى بينما تنتقل بعد الموت إلى عالمها الروحانى بين الارواح فى عالم الفدس فتصبح مؤثرة فى الاجرام بعد أن كانت متآثرة بالاجرام ولهذا ترى المؤيد قد قال مثلات يحافى الموت وباب : آمنى إذكنت آرجو خلصى من مجنى أما الناحية الثانية فهى أنه كان يريد أن يتخلص من حياته التى سبيت له الآلام وجلبت عليه المصائب المختلقة، فكان يتغتى فى شعره بطلب الموت ليريح نفسه حتى تبلغ مرتبتها فى العالم العلوى ويستريح هو من آلامه التى كان يشعر بها ويقاسى أهوالها على أنه يخيل إلى أن هذه المصائب التى منى بها المؤيد والتى كانت مصدرأ لفن المؤيد الشعرى إنما توالت على المؤيد من المؤيد نفسه ، ذلك أن المؤيد شقى زمنا طويلا بعلة الطمع

Bogga 182