أَهلًا وَسَهلًا بِالخَيالِ فَإِنَّهُ ... حَيّ فَأَحيَانِي وفَرَّجَ ما بِي
وَشَكَوتُ في كَبِدِي إِلَيهِ مِنَ الجَوى ... نارًا فَبَرَّدَها بِبَردِ رُضابِ
وَتَنُوفَةٍ سِربُ النَعامِ كَأَنَّهُ ... فِيها سَفِينٌ في بُحُورِ سَرابِ
داوِيَّةٍ قَفرٍ طَوَيتُ مُتُونَها ... بِنَجِيبَةٍ مَطوِيَّةِ الأَقرابِ
مَوّارَةِ الضَبعَينِ أَذهَبَ نَيَّها ... نِيّاتُ شَعثٍ لِلفَلا جَوّابِ
شَكَتِ الكَلالَ فَما شَكَوتُ وَدَأبُها ... ما تَشتَكِيهِ مِنَ الكَلالِ وَدابِي
حَتّى تُبَلِّغَني المُعِزَّ فَإِنَّهُ ... رِيفُ العُفاةِ وَمَنجَعُ الطُلّابِ
أَلِفَ المُرُوَّةَ مِن صِباهُ فَقَلبُهُ ... أَبَدًا إِلى تِلكَ المُرُوَّةِ صابِ
يُخشى وَيُرجى فَهوَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... لَم يَخلُ فيها مِن نَدىً وَعِقابِ
ذُو عَزمَةٍ تَنجابُ كُلُّ كَرِيهَةٍ ... عَن وَجهِهِ في القَسطَلِ المُنجابِ
وَالسُمرُ تَخطِرُ في الصُدُورِ صُدُورُها ... وَتُخَلِّفُ الأَعقابَ لِلأَعقابِ
في مَأزِقٍ يَنبُو الحُسامُ وَقَلبُهُ ... مِثلُ الحُسامِ العَضبِ لَيسَ بِنابِ
مَلِكٌ مَراتِبُهُ أَجَلُّ مَراتِبٍ ... وَنِصابُهُ في المَجدِ خَيرُ نِصابِ