وَهُمُ المُلوكُ بَنُوُ المُلوكِ رَمَتهُمُ ... عَن قَوسِها الدُنيا بِغَيرِ سِهامِ
ثَمَّ اِنثَنَوا فَبَنَوا بُيُوتَ مَكارِمِ ... صَحُّوا بِها في المَجدِ بَعدَ سَقامِ
وَمُحَمَّدٌ حَمِدَ المُقامَ بِيَثرِبٍ ... جارًا وَخَلّى كَعبَةَ الإِسلامِ
زَمَنًا وَعادَ إِلى قُرَيشٍ عَودَةً ... عَزت بِقُدرَةِ خالِقٍ عَلّامِ
وَأَبُو عَلّيٍ عُطِّلَت أَفراسُهُ ... زَمَنًا مِنَ الإِسراجِ وَالإِلجامِ
في ظَهرِ شاهِقَةٍ تَساوى عِندَهُ ... في قَعرِها الإِصباحُ بِالأَضلامِ
حَتّى أَتاهُ النَصرُ يَخفِق سَعدُهُ ... مِن تَحتِ ظِلِّ ذَوائِبِ الأَعلامِ
وَحَوى بِلادَ الشامِ غَصبًا وَاِنثَنى ... يَقتادُ كُلَّ مُعانِدٍ بِزِمامِ
لا تَيَأسَنَّ فَلَيسَ كُلُّ غَمامَةٍ ... نَشَأَت مُمَتَّعَةً بِطُولِ دَوامِ
يا آلَ مِرداسٍ لَقَد أَعلَيتُمُ ... ذِكرِي بِذِكرِكُم الرَفيعِ السامي
نَوَّلتُمُوني نائِلًا ما نالَهُ ... لا البُحتُرِيُّ وَلا أَبُو تَمّامِ
فَلألبِسَنَّكُمُ بُرُودَ محاسِنٍ ... أَبهى وَأَسنى مِن بُرُود رئام
وَلَأَشكُرَنَّكُمُ عَلى ما نِلتُهُ ... مِن فَضلِكُم حَتّى يُحَمَّ حِمامي
لا تَكنِزُوا إِلّا كَلامًا صُغتُهُ ... لَكُمُ فَلَيسَ الكَنزُ غَيرَ كَلامِي