وَبَنى لَهُم في العِزِّ بَيتًا ما بَنى ... شَبَهًا لَهُ زُفَرٌ وَلا جَوّابُ
بَيتٌ بَناهُ اللَهُ لَم يُسمَك لَهُ ... عَمَدٌ وَلَم تُمدَد لَهُ أَطنابُ
فَليَشكُروا مَلِكًا بِهِ وَبِخَيلِهِ ... فَخَرَت كُهُولٌ مِنهُمُ وَشَبابُ
حَمِدُوهُ إِذ عَرَفُوا سَجِيَّةَ غَيرِهِ ... وَالشَهدُ يُحمَدَ حينَ يُجنى الصابُ
هَنّاهُمُ بِمَعايِشٍ لَم يَهنِهِم ... فِيها طَعامٌ قَبلَهُ وَشَرابُ
وَوَفى بِما سَلَبَت قَناهُ فَرَدَّهُ ... وَمَتى تُرَدُّ مِنَ القَنا أَسلابُ
لَو لَم يُطالَب بِالَّذي هُوَ آخِذٌ ... أَخَذَتهُ مِن أَموالِهِ الطُلّابُ
وَإِذا الكَريمُ حَوى الجَسيمَ سَخا بِهِ ... كَالبَحرِ ما لِلشَيءِ فيهِ رَبابُ
لا يَعجَبُوا مِمّا فَعَلتَ فَكُلُّ ما ... تَأتي بِهِ في العالَمينَ عُجابُ
وَلَقَد عَفَفتَ عَنِ الحَريمِ وَلَم يَكُن ... لَكَ باطِنٌ يَغتابُهُ المُغتابُ
وَحَجَبتَهُنَّ عَنِ العُيونِ بِغَيرَةٍ ... هِيَ دُونَهُنَّ مَعَ الحِجابِ حِجابُ
وَأَنِفتَ أَن تَرضى بِهِنَّ حَلائِلًا ... وَبُعُولُهُنَّ غَطارِفٌ أَنجابُ
ظَفِرَت قَناكَ بِضِعفِ ما ظَفِرُوا بِهِ ... إِنَّ الكَريمَ مُظَفَّرٌ غَلّابُ