63

Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

مباحث العقيدة في سورة الزمر

Daabacaha

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

Noocyada

يفيد أنه الغالب الذي لا يعجزه شيء - سبحانه - وهو الحكيم في أقواله وأفعاله جميعًا يضع الأشياء في محالها التي تناسبها مناسبة تامة. كما اقترن باسمه - تعالى - "ذو انتقام" عدة مرات مثل قوله - تعالى - ﴿وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ ١ واقترانه به يفيد أنه الغالب الذي يقدر على أن ينتقم ممن يستحق الانتقام منه بمنتهى العدل منه - سبحانه ـ. واقترن باسم القوي في أكثر من موضع في كتاب الله - تعالى - مثل قوله - سبحانه - ﴿وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ ٢ واقترانه بهذا الاسم يفيد أنه - سبحانه - ذو القوة التي لا تغلب فبقوته - سبحانه - وعزته يوقع بمن يشاء من عقوبته ولا معقب لما يريده - جل وعلا - وجاء مقترنًا باسمه - تعالى ـ: "الحميد" في عدة مواضع مثل قوله - تعالى - ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ ٣. واقترانه به يفيد أنه ﵎ العزيز الغالب الذي لا يضام من لاذ بجنابه المنيع "المحمود في جميع أفعاله وأقواله، وشرعه وقدرة، وأمره ونهيه، الصادق في خبره"٤ وهو المحمود على كل حال. واقترن باسمه - تعالى - "الرحيم" أكثر من عشر مرات واقترانه به يفيد أنه مع عزته وغلبته وقوته - سبحانه - رحيم بخلقه ومعنى ذلك أنه لا يعجل العقوبة على من عصاه بل يؤجله وينظره ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. وقد جاء أيضًا مقرونًا باسمه - تعالى - "العليم" واقترانه به يفيد أنه العزيز الذي لا يمانع ولا يخالف - العليم - بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وكثير ما إذا ذكر الله الليل والنهار، والشمس، والقمر يختم الكلام بالعزة والعلم. قال تعالى: ﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ ٥ فهو - سبحانه - العزيز الذي من عزته انقادت له كل هذه المخلوقات العظيمة فجرت مذللة بأمره

١- سورة آل عمران، آية: ٤. ٢- سورة الأحزاب، آية: ٢٥. ٣- سورة إبراهيم، آية: ١. ٤- تفسير القرآن العظيم ٤/١٠٨. ٥- سورة فصلت، آية: ١٢.

1 / 72