Discussions on Creed in Surah Az-Zumar
مباحث العقيدة في سورة الزمر
Daabacaha
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
Noocyada
ففي الآية الثانية إعلام من الله - تعالى - بأنه فوق ملائكته، وفوق ما في السموات وما في الأرض من دابة، وأخبرنا بأن ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم والمعطلة يزعمون أن المعبود - سبحانه - تحت الملائكة تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
ثانيًا: ذكره تعالى الفوقية مجردة عن الأداة:
قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ ١ وهذه الآية فيها الإخبار منه - تعالى - بأنه فوق جميع عباده من الجن والإنس والملائكة الذين هم سكان السموات.
ثالثًا: إخباره تعالى بعروج الملائكة والروح إليه.
قال تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ ٢ فقد أخبرنا - تعالى - في هذه الآية بأن الملائكة تعرج إليه، والعرج يكون من الأسفل إلى الأعلى.
رابعًا: التصريح منه - تعالى - بالصعود إليه:
قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ ٣.
والمفهوم من هذه الآية أن الرب ﷻ فوق من يتكلم بالكلمة الطيبة فتصعد إلى الله كلمته، لا كما تزعمه المعطلة الجهمية أنه تهبط إليه الكلمة الطيبة كما تصعد إليه وتأويلهم هذا يدل على تردي عقولهم وسوء فهمها لكتاب الله - تعالى ـ.
خامسًا: تصريحه تعالى برفع بعض المخلوقات إليه كرفعه لعيسى ﵊.
قال تعالى: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ ٤ فمن المستحيل أن يهبط الإنسان من ظهر الأرض إلى بطنها، أو إلى أي مكان أخفض وأنزل فيقال: رفعه الله إليه، لأن الرفع في لغة العرب الذين بلغتهم خاطبنا الله لا يكون إلا من أسفل إلى أعلى وفوق.
سادسًا: تصريحه - تعالى - بعلوه المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتًا، وقدرًا، وقهرًا قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ ٥.
_________
١- سورة الأنعام آية: ١٨.
٢- سورة المعارج آية: ٤.
٣- سورة فاطر آية: ١٠.
٤- سورة النساء آية: ١٥٨.
٥- سورة البقرة آية: ٢٥٥.
1 / 32