274

Diraya

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

Noocyada

67- تفسير آيات الجهاد والمجاهد في سبيل الله وفضله ومنزلته والمرابط

تفسير الجهاد في سبيل الله :

قوله في سورة البقرة :

(كتب عليكم القتال ....) وذلك أن الله أمر النبي والمؤمنين بمكة بتوحيد الله وأن يبرؤوا من جميع الأصنام والأنداد ، وأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وأن يكفوا عن القتال ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، نزل سائل الفرائض وأذن لهم بالقتال ، فقال في سورة الحج :

(أذن للذين يقاتلون ) يعني : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

(بأنهم ظلموا ) يعني : ظلمهم أهل مكة حين أخرجوهم من ديارهم .

(وإن الله على نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ) فلما كتب عليهم القتال شق على أناس من المسلمين ، فنزلت ( كتب عليكم القتال ) فأذن لهم بعدما كان نهاهم عنه .

(وهو كره لكم ) يعني : القتال مشقة عليكم .

( وعسى أن تكرهوا شيئا) يعني : الجهاد وقتال المشركين .

(وهو خير لكم ) فجعل الله عاقبته فتحا وغنيمة وشهادة .

(وعسى أن تحبوا شيئا) يعني : القعود عن الجهاد .

(وهو شر لكم ) فتكون عاقبته شرا لكم ، فلا يصيبون فتحا ولا غنيمة .

(والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ورغب المسلمين في الجهاد فقال في

سورة الصف .

(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) يعني : المشركين من أهل الحرب ، في طاعة الله ، صفا .

(كأنهم بنيان مرصوص) ملتزق بعضهم ببعض في الصف في القتال ،

هذا تعليم من الله للمؤمنين .

وقال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقاتل العدو إلا أن يصافهم .

وقال في آية أخرى :

(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) .

Bogga 284