Diraasadda Luqadda Carabiga ee Yurub
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
Noocyada
إهداء الكتاب
مقدمة
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
إهداء الكتاب
مقدمة
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
تأليف
يوسف جيرا
Bog aan la aqoon
إهداء الكتاب
إلى صديقي العزيز صاحب العزة الأستاذ صالح جودت بك القاضي سابقا، وقدوة المحامين حالا، أهدي هذا الكتاب اعترافا بكريم خلقه، وغزير علمه شاكرا له اهتمامه بالمستشرقين، وتشجيعه لكل ما من شأنه تقريب الشرق للغرب، أسأل الله تعالى أن يديمه لمصر، ويكلل جهوده وأبحاثه بالنجاح والفلاح، ويسبغ عليه الصحة والعافية.
يوسف جيرا
مقدمة
دعاني إلى تأليف هذا الكتاب ما وجدت من قلة عدد الذين بحثوا وكتبوا عن تاريخ دراسة اللغة العربية في أوروبا، وندرة الذين شرحوا أعمال المستشرقين الذين بسببهم تنورت العقول، وعمت الفائدة من تعلم اللغة العربية، وآدابها الجميلة، وعلومها الجمة.
وقلما يجد من يريد الاطلاع على حياة هؤلاء المستشرقين، وأبحاثهم إلا شذرات لا تفي بالغرض في بعض كتب علمية مبعثرة هنا وهناك، إلا إذا استثنينا الكتاب الذي جمعه العلامة ديجات الفرنسوي، وهذا الكتاب بالرغم من أنه يخبرنا بكلمات موجزة عن تأريخ بعض المستشرقين إلا أنه مقتضب، ولم يسهب في الكلام عن مستشرق شهير مثل «يوسف هامر بورغشتل» أو من تبعه، وليست بالكتاب صورة واحدة لأحد المستشرقين، أو رسم واحد لأشكال الحروف العربية التي كان يستعملها المستشرقون ليزيدنا ذلك إيضاحا عن حالة الطباعة في تلك العصور، أما الكتب العربية التي تفيدنا عن المستشرقين، فليس يوجد منها على علمنا غير كتاب «آداب اللغة العربية» لجرجي زيدان، وفيه كتابة مقتضبة عن الموضوع.
ولذا قد بذلنا كل الجهد لإتمام هذا النقص، وتحملنا متاعب كثيرة في استحضار صور أشهر المستشرقين، واستخرجناها من جهات عديدة، ومتاحف مختلفة، وتحملنا في ذلك أتعابا زائدة، ونفقات كثيرة، حتى تمكنا من إخراج هذا الكتاب جامعا لكل ما يطفئ ظمأ الراغب في استطلاع أخبار هؤلاء الأساتذة المستشرقين وتراجمهم، ونعتقد أننا بعملنا هذا قد ملأنا فراغا كبيرا في تأريخ الاستعراب.
ونحن نرجو أن يقع مؤلفنا هذا لدى القراء موقع الاستحسان ، ونرجوهم أن يغضوا الطرف عما قد يكون فيه من هفوات غير مقصودة.
وقد ألفناه باللغة العربية خدمة للناطقين بالضاد، ولنكون واسطة تعارف بينهم وبين من نشروا لغتهم في الغرب، وسننقله بعد ذلك إلى إحدى اللغات الأوروبية. ونسأل الله أن يوفقنا لخدمة الشرقيين، عسى أن تتوثق أواصر الصلة بين الشرق والغرب، فلا يكون ثمة محل للكلمة التي يتمشدق بها الجهلة، ويتغنى بها ذوو الأغراض، وهي التي يقولون فيها «الشرق شرق، والغرب غرب».
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
Bog aan la aqoon
كانت لغات الأمم الشرقية مجهولة تقريبا في أوروبا قبل الحروب الصليبية، وليس هذا بعجيب، إذا علمنا أن كافة العلوم، وعلى الأخص الدينية منها كانت وقفا على الرهبان، بينما حرم أصحاب الأمر والنهي والأمراء الأشراف حتى من معرفة القراءة والكتابة، أضف إلى ذلك السلطة التي كانت للباباوات في الكنيسة الكاثوليكية، والتي كانت تبيح لهم السيطرة على كل شيء يختص بالكتب، وبمقتضى ذلك استطاعوا أن يمنعوا انتشارها مهما كان موضوعها، ولم يكن في استطاعة أحد أن ينشر أي كتاب إلا إذا كان باللغة اللاتينية، وبإذن خاص من البابا، ويرجع فضل دراسة اللغات الشرقية في الحقيقة إلى المرسلين المبشرين الموفدين إلى البلاد الشرقية من لدن الباباوات؛ فهؤلاء هم الذين حملوا معهم عند رجوعهم إلى بلادهم تلك اللغات.
وقد كانت المجادلة في العلوم والآداب ضمن اختصاص دائرة الأكليروس المسيحي - أي الرهبان - وهم الذين قبضوا على ناصيتها، واختصوا بها، ومنعوا الجمهور من تداولها، والواقع أن الكتب الشرقية المدونة في مختلف المواضيع قد ترجمها إلى اللاتينية الرهبان فقط دون غيرهم.
ويدلنا على اهتمام الرهبان بالكتب، وعنايتهم باستطلاع ما دون في بطونها؛ أنهم كانوا يتحملون مشقة الترجمة أولا، ثم يكتبونها بيدهم بصبر وجلد مهما استدعى ذلك من الوقت، ولم يكن فن الطباعة الذي ظهر في القرن الخامس عشر الميلادي بواسطة جوتنبرج، والذي عاد على البشر بأكبر فائدة، قد اكتشف بعد، ولم يكن الراهب من أولئك الرهبان ليكتفي بإجادة الخط أثناء النسخ فحسب، بل إنه كثيرا ما أضاف الزخرفة والألوان في كتاب اشتغل فيه طول حياته.
وآثار هؤلاء الرهبان الأدبية تظهر لنا قيمة المجهودات التي بذلوها في سبيل العلم وتهذيب الفكر البشري، فلا غرو إذن إذا رأينا علماءنا ومحبي الكتب القديمة يتسابقون إلى اختطاف مجلداتهم النفيسة مهما بلغ ثمنها.
كان النصارى بعد عهد المصلح الكبير الراهب «مرتين لوثر» ينظرون إلى الأمم الشرقية نظرهم إلى شعب متمدين ذي حضارة، بعكس ما كانوا يفعلون قبل تلك الحروب.
وقد تطورت عقيدة المسيحيين من نحو الشرقيين بعد ظهور الراهب مرتين لوثر، فأخذوا في تعلم لغاتهم حبا في العلم لذاته، وخدمة للحقيقة، وميلا لآداب اللغات، لا لغرض ديني أو سياسي أو تجاري كما يزعم البعض.
أرسطوطليس.
أما اللغة العربية، فقد ذاعت شهرتها ولهجتها العذبة، حين بدأ الرهبان وبعض عظماء المسيحيين ينزلون إلى بلاد الأندلس وجزيرة صقلية وفلسطين؛ حيث شاهدوا هندسة المباني العربية البديعة الدالة على تمدين عجيب، وحين اطلعوا على النقود الإسلامية التي ضربت بغاية الإتقان، بعكس ما كانت عليه نقودهم من البساطة، ومن ذلك الحين شرعوا في معاشرة العرب والتقرب إليهم، وقد كانت الكتب العربية التي نقلت من مؤلفات أرسطو وأمثاله، من أهم البواعث على تشجيع النصارى في اقتطاف ثمار ما أنتجته المدنية الإسلامية أيام عظمتها، ومجدها، وقد فتحت مجلدات العلامة أرسطو عيون النصارى، كما فتحت عيون العرب قبلهم، فتسارعوا إلى استطلاع غوامضها سعيا وراء اقتباس حكمة ذلك الفيلسوف.
وكان أول من نشر آراء أرسطوطليس، ومذهبه بين قومه العلامة:
ألبرت الكبير
Bog aan la aqoon
Albert Le Grand
ولد ألبرت الكبير سنة 1193 من أبوين فقيرين في بلدة لوينجن في ألمانيا، وتوفي سنة 1280، وكان فقيرا يتطفل على موائد أهل كرم، ويستعين بما يصيبه منهم على الدراسة، غير أن إعراض قومه في ذلك العهد عن العلم وكل ما يتصل به لم يتح له نيل القوت الضروري، بيد أن البؤس الذي كان يلازمه لم يمنعه من الإقدام على تحصيل العلم؛ فدخل أولا مدرسة بادوا بإيطاليا؛ ونظرا لآرائه الخاصة، ولعلائم النبوغ التي كانت تبدو عليه، لم يوفق إلى الإقامة في المدرسة المذكورة؛ فغادرها، ثم جعل قبلته شطر ألمانيا، وهناك التحق بدير الرهبان الدومينيكان بمدينة كولونيا، ثم في ريجينز برج، وأخيرا اشتراسبرج، وقد كان في كل دور من أدوار صباه مثال الجد والنشاط، ولم تكن دائرة العلم التي حصر حياته فيها تساعده على تغذية فكره بما انطبع عليه من الحرية المطلقة؛ فترك اشتراسبرج وذهب إلى باريس موطن النبوغ العلمي والآراء الحرة، وكانت تضم في ذلك الوقت كثيرا من العلماء النابهين، ولما تخرج من مدرسة باريس، وفاق أقرانه، وذاع صيته في الفلسفة وعلوم الدين، استدعي إلى ألمانيا، ورشح لمنصب أسقف سنة 1260؛ فتوجه إلى منصبه في ريجينز برج، وقام على إرشاد قومه ووعظهم مدة غير قليلة، حتى ترك منصبه وذهب إلى بولونيا، ليشتغل بالدرس بعيدا عن الناس، وقد أدهش جميع معاصريه بسعة مداركه وسمو آرائه ومعلوماته، لا سيما في الكيميا والعلوم الميكانيكية؛ حتى إنهم لقبوه دكتورا عاما
Doctor universalis ، ويدلنا على رغبته في نشر آرائه، وتعميمها بين العالم أنه جمع كل مخطوطات أرسطو، والمباحث الموضوعة في كتب التفاسير البيزانتينية واليهودية والعربية، وكان يقتبس من كتب الفارابي، وابن سينا، والغزالي؛ فكانت آراؤه التي أظهرها في كتبه الفلسفية مطابقة تماما لآراء أرسطو، ويمكننا أن نعتبره رسول هذا الفيلسوف الكبير في ذلك الوقت، وكان كتابه المسمى
Compendium theologicae veritatis
والمطبوع أولا سنة 1473 منتشرا جدا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، في مجلدات كثيرة.
Albertus Magnus.
على أن الآباء المرسلين المبشرين لم تظهر آثار مجهوداتهم إلا في القرن السادس عشر بعد الميلاد، ومن ذلك الوقت أخذ نبوغ ألبرت يتجلى بأكبر مظاهره، فلما اتسعت دائرة المعارف شرع المبشرون في إدخال لغات أخرى إلى ميدان أبحاثهم، وقد كان لليهود فضل يشكر في نشر الكتب العربية، ويليهم بعد ذلك مسلمو المغاربة الذين تنصروا بحكم سيطرة الدول الأوروبية.
ومما هو جدير بالذكر، أن همة المغاربة كانت من البواعث الرئيسية على تطرق فلسفة العرب إلى أسلوب المنشآت المستعملة في الكنيسة الكاثوليكية من سنة 1130 إلى سنة 1150؛ إذ حورت تقاليد الدراسة الدينية التي روعيت فيها النظم العتيقة المعارضة للنهضة العلمية القائمة بأوروبا قبل القرن الثاني عشر، وقد برزت فلسفة أرسطو على الآراء وطرق التفكير العتيقة؛ فكشفت الغوامض وفسرت المعضلات التي لوحظت إذ ذاك في الكتب المسيحية.
وهكذا انتشرت آراء أرسطو في أوروبا بواسطة اختلاط الإفرنج بالعرب في الأندلس وصقلية، وكان هذا أول العهد بالدعوى إلى اقتباس أساليب التعليم على الطريقة الفلسفية؛ لوضوحها وسهولة إدراك أسراراها. ولما كانت العلوم العربية المترجمة عن كتب أرسطو وغيره كافية للتعبير عن الضمير وحل المعضلات، اهتم الأوروبيون بفلسفة أرسطو سعيا وراء الحقائق؛ وبذلك حلوا ألغاز ومعميات كتبهم التي رسخت في عقول المتدينين والمتعصبين، وهذا هو السر في اضطرار الرهبان إلى دراسة اللغة العربية؛ كي يستطيعوا القيام بأداء المهمة الملقاة على عواتقهم، وكي يحوزوا ألقاب «مستشرقين»، وبالرغم من ذلك لم تكن التراجم اللاتينية من الكتب العربية ذات أهمية، خاصة في ذلك العهد، حتى ولد سنة 1114 جيرارده كريمون
Gérard de Crémon
Bog aan la aqoon
وقد أمعن هذا العلامة في الاطلاع، وترجمة الكتب القيمة، ومما ترجمه كتاب «كناش» وكتاب «الأحجار» لأرسطو وغالينوس، وكتاب «في علم النجوم» لجابر بن أفلح، وكتاب «الطب» لابن سينا، وكتاب آخر في الأدوية ليحيى بن سرابي، فهذه الكتب كلها مهدت السبيل لانتشار العلوم العربية في أوروبا، ويليه بعد ذلك في الترجمة العلامة بطرس الذي لقبه معاصروه بالمحترم.
Venérable .
بطرس المحترم
ولد بطرس سنة 1094 في مونبواسيير، وتوفي سنة 1156، وقد دخل الدير بناء على رغبة والدته، فنشأ فيه حتى عين في دير كولونيا 1133 رئيسا للرهبان، وقد شجعته غزارة علمه، وقوة إرادته على إصلاح ما أفسد الرهبان في عهده بقسوتهم وغطرستهم؛ فاشتهر اسمه بين الخاص والعام، وكان لين العريكة ذا عواطف سامية حسن الخصال؛ لذلك لم يستعمل الشدة في الأمور الدينية كما كان يستعملها أسلافه، ويدل على تسامحه أنه توسط لدى البابا ذات يوم ليصفح عن ذنوب الراهب الشهير أبيلار
Abélard
حين اتهم بارتكاب جرم شنيع مع سيدة اسمها هلواز
Héloise
داخل الدير، ولكن البابا لم يشفق عليه حفظا لكرامة الكنيسة، وإعلاء لشأن الدين المسيحي، وأصدر الأمر بخصيه عقابا له.
فريدريك الثاني.
وقد وضع بطرس مجموعة كتب، منها كتاب ضد اليهود، وكتابان ضد الإسلام ، طبعت في لايبسيج سنة 1896، وعدا ذلك ترجم القرآن إلى اللغة اللاتينية، وعرضه على الجمهور بقصد الطعن فيه، واستنكار ما تحتويه آياته البينات.
Bog aan la aqoon
1
ومما تحسن الإشارة إليه أن ملوك صقلية كانوا في ذلك العهد يهتمون بآداب العرب، وكان ترتيب الديوان الملكي وتدبير شئون الحكومة الصقلية على المنوال العربي تماما، سيما أن الملك روجر الثاني الذي حكم في سنة 1112 إلى سنة 1154 كان قد نشأ نشأة عربية بحتة، فأظهر ميلا عظيما إلى المدنية الإسلامية، وشيد قصوره على النمط العربي الجميل، وأغرم بسماع الشعر العربي، وأمر الإدريسي أن يرسم تخطيطا جغرافيا لا يزال محفوظا حتى الآن، ونسج على هذا المنوال أيضا فريدريك الثاني ملك صقلية الذي تسلم مقاليد الحكم في سنة 1194، وترى صورته في الصورة السابقة بين طائفة من علماء وأطباء العرب.
ومن الذين لهم اليد الطولى في الآداب والعلوم العربية الطبيب الفرنسوي أرمنجو
Armengaud
وقد ترجم كتاب ابن سينا في الطب، وكتب الفلسفة للحكيم ابن رشد سنة 1284. واشتغل أيضا باللغة العربية الراهب الإنكليزي:
ميخائيل اسكوت
Michael Scot
فقد طاف في بلاد العرب، ومكث مدة في توليدو بالأندلس للاستطلاع ودرس الكتب، وذاك في سنة 1217، وقد اشتهر عنه أنه كان ضليعا في العلوم العربية، وترجم فعلا بعض الكتب، على أن آثار ترجمته لم تظهر في المكاتب الشرقية في أوروبا.
ومن مشاهير المستشرقين العلامة الراهب:
روجر بيكن
Bog aan la aqoon
Roger Bacon
المولود سنة 1214 في مدينة جستر بإنكلترا، والمتوفى سنة 1293 بمدينة أكسفورد، وقد أتم هذا الراهب دراسته في أكسفورد، ثم قصد إلى باريس، ونال الشهادة العليا، حيث أنعم عليه بلقب دكتور في العلوم الدينية، وعاد ثانيا إلى أكسفورد بعد أن نال قسطا وافرا من مختلف العلوم، ودخل الدير؛ حيث شرع في إلقاء المحاضرات القيمة بجامعة أكسفورد، ولم يكتف بالعلوم المشار إليها، بل رغب في كشف الحقائق، والإحاطة بجميع العلوم؛ فقضى وقتا طويلا في درس علمي النجوم والكيميا حتى أتقنهما.
ودرس في جامعة باريس اللغات اليونانية والعبرانية والعربية، وقد أفادت مباحثه فائدة تستحق الذكر والتمجيد؛ فهو الذي اخترع العدسات (أي الميكروسكوب) وذلك على أثر اطلاعه على كتب ابن الهيثم البصري، واخترع مادة تشتعل في الماء، ونوعا من البارود، وقد عمت شهرته الآفاق؛ ولذلك سموه دكتور المعجزات
Doctor Mirabilis ، ويعلم عنه أيضا أنه تحامل كثيرا على الرهبان، وطعن في سيرتهم وأخلاقهم، حتى طلب من قداسة البابا إصدار أمر بإصلاحهم وتهذيب أحوالهم؛ إذ كانوا إذ ذاك في الدرك الأسفل من الانحطاط؛ فتغيظ البابا من تعرضه لما لا يعنيه، وفصله من منصب التدريس، فضلا عن رفض طلبه، وزجه في غيابة السجن، ولم ينج من العقاب إلا بعد أن تولى كليمانس السادس المركز البابوي السامي، وكان هذا البابا من أكبر مروجي آرائه، والمعجبين بسمو أفكاره.
ولأمر ما قبض عليه مرة ثانية وحبس؛ حيث مكث في السجن مدة عشر سنين، وبعد وفاة نيقولاوس الرابع أفرج عنه، وسافر إلى مدينة أكسفورد، حيث مات فيها، وقد كان من أكبر المعارضين للوائح والنظم التي سار عليها الرهبان، واتخذوها كشريعة يستطيعون بها تبرير أعمالهم القاسية، وقد صدر كتابه مرآة الكيميا في سنة 1521 في مدينة نورنبرج بألمانيا.
رايموند لل
Raymond lull
ولد سنة 1235 بمدينة بلما بجزيرة مايوركا، وتعلم في باريس اللغة العربية من عبد أسود، وذلك بعد أن درسها في مايوركا مدة تسع سنوات، وحياته وآراؤه العلمية تدعو إلى الدهشة، وكان يعتبر من مصلحي الدنيا في القرن الثالث عشر، وعاش حياة فاحشة، حتى خمدت عاطفته نحو حبيبته الجميلة السيدة امبروزيا دل كاستيلو
Ambrosia del Castello
بعدما كشفت له عن سرها، وأخبرته بوجود مرض السرطان في ثديها، فانكسر قلبه روعا ورأفة، واضمحلت راحته اضمحلالا شديدا، وتلف صفاء خاطره حزنا وألما، إلى أن رأى في المنام السيد المسيح مصلوبا يرشده إلى الطريق المقيم، والزهد في الدنيا؛ فأخذ في تحسين سيرته وأخلاقه حتى أنكر مسرات هذه الدنيا، وكرس حياته لخدمة يسوع المسيح. وبعد التغلب على صعوبات لغوية عظيمة في دراسة اللغة العربية سافر سنة 1291 إلى تونس، ولكنه لم يستقبل هناك بالترحاب؛ لأن المسلمين بعد محادثاته الدينية معهم غضبوا عليه، وقبضوا عليه وسجنوه، وبعد مدة خرج من السجن وسافر إلى نابلي وروما، وبعدما وعظ في سبيل مقاصده، ونشر المؤلفات المفيدة في تهويل أفكاره، جاء إلى أفريقيا سنة 1306 ولاقى ثانيا كل القساوة من المسلمين الذين طردوه من بلادهم؛ فجاء إلى مدينة بيزا بإيطاليا، واجتهد هناك في تأسيس جمعية الرهبان (الفرسان)، إلا أن آماله فشلت. وعرض على البابا اقتراحا لتأسيس المدارس لدراسة اللغات الشرقية خدمة للمبشرين المرسلين، وذلك بإنشاء مدرسة في رومية، ومدرسة في باريس، ومدرسة في توليدو، وقد أنشأ بمدينة بلما بجزيرة مايوركا مدرسة عربية لتدريس ثلاثة عشر راهبا طريقة القديس فرانس، ووضع أيضا بيانا عسكريا مع رسومه لكي يفتح الأرض المقدسة بحملة جيوش فرسان الصليب، ولما سافر إلى أفريقيا للمرة الثالثة هجم عليه المسلمون، ورجموه حتى مات، وكان ذلك في 30 يونيو سنة 1315 ببلدة بوجا
Bog aan la aqoon
Bugia ، وها هي صورة بوجا، ودفن في مدينة بلما بجزيرة مايوركا، وقد أراد من أتى بعده التحقق من كيفية موته، ففتحوا قبره سنة 1611 فوجدوا جمجمة المدفون مصابة بأربعة ثقوب،
2
والذي اشتهر به أيضا ريموند لل في سائر أوروبا فنه المسمى الفن الكبير الللي
Ars Magna Lulli
الذي اتبعه أيضا بعد ثلاثة قرون أطناسيوش كيرخر، واستحسنه الفيلسوف ليبنتس الألماني.
BUGIA.
وكان فنه هذا أنه تمكن أو أراد أن يتمكن به من حل جميع الأسئلة العلمية بواسطة بعض معاني فلسفة أرسطو، ولهذا الغرض اخترع آلة، وجعل أسلوبه باتفاقه مع القبالة الشرقية بمعاني الأعداد الغامضة الموهومة، فتبعه من جاء بعده، واستمدوا آراءه وإيمانه بتصحيح الكيميا الضالة، وهذا الفن يدلنا على هيرمس المثلث الحكمة
Hermes Trismegistos
أو الفن الأسود
3
Bog aan la aqoon
الذي أراد منه المعتقدون فيه تغيير أي معدن إلى ذهب، وإطالة حياة الإنسان، وما أشبه ذلك من الأوهام. ومن أقوال القدماء أن لل لم يشتغل في تحويل المعادن إلى ذهب إلا لغرض عمل النقود اللازمة لتجهيز الحملات الصليبية ضد الإسلام، إلا أن أحد الباحثين زعم أنه لم يشتغل بالمعادن لهذا الغرض،
4
وقد أتينا أن بعض الكتب الكيماوية المنتشرة المعروفة باسم ريموند لل ليست له بل مدسوسة عليه ككتاب
Compendium transmutationis metallorum
أو كتابه
أو
Lux Mercurorum
إلا أننا نرى كتاب مجموعة مؤلفات ريموند لل في فصل «فن لل الكبير » الذي أصدره سلسينجر سنة 1731 إلى سنة 1742 في عشرة مجلدات بمدينة ماينز بألمانيا مزينا بكثير من الرسوم الغريبة مع تفاسيرها، ومع أن هذه الرسوم لا علاقة لها بمقالنا هذا، فقد استحسنا طبع شيء منها خدمة لمن يهتم بأعمال هذا الرجل العجيب الذي مات شهيدا.
وقد أصدر زتسنر
Zectzner
Bog aan la aqoon
مجموعة مؤلفات لل للفن الكبير سنة 1598 بمدينة
Argentorati .
بعض رسوم غامضة في كتاب فن لل الكبير.
وأعيد طبع هذا الكتاب سنة 1609 و1617 و1651، وهذا الكتاب يحتوي أيضا على المنطق.
Duodecim principia, lamentatio philosophia contraAveroistas, Logica nova Rhetorica ، وألف لل كتاب
De militio contra infideles
وكتاب
5
De recuperatione terrae sanctæ
وكان لل من أشد معارضي فلسفة ابن رشد، وآرائه،
Bog aan la aqoon
6
وأما بخصوص اللغات الشرقية فإنا نشكر ريموند لل؛ لأن مساعيه وجهوده كانت السبب في تأسيس أقسام خاصة لتدريس اللغة العربية، والعبرانية، والكلدانية في جامعات رومية وباريس وأكسفورد وبولونيا وسلامتكا،
7
وكان هذا بناء على قرار المؤتمر الديني المنعقد بفيينا تحت رئاسة البابا كليمنز الخامس سنة 1311، وهذه صورة ريموند لل المأخوذة من أصل محفوظ بمتحف مشاهير الرجال بفيينا النمسا.
Secretorum artis. Cap. 111.
4096
0
4096
0
c
Bog aan la aqoon
8192
1
6144
1
g
9216
2
d
16384
2
Bog aan la aqoon
13824
3
a
20736
4
c
32768
3
31104
5
Bog aan la aqoon
ⴉ
65536
4
46656
6 ⋆
f
69984
7 ⋆
e
131672
Bog aan la aqoon
5
104976
8 ⋆
g
157464
9 ⋆
d
262144
6
236196
Bog aan la aqoon
10 ⋆
a
354294
11 ⋆
c
524288
7
531441
12 ⋆
ⴉ
Bog aan la aqoon
524288
Figura Jgnis (بعض رسوم غامضة في كتاب فن لل الكبير).
Terra
Aqua
Aër
Jgnis
Aqua
Terra
Jgnis
Aër
Bog aan la aqoon
Aër
Jgnis
Terra
Aqua
Jgnis
Aër
Aqua
Terra
وكان هيرونمس راموسوس
Hieronymus Ramusius
Bog aan la aqoon
المولود بالبندقية طبيبا بدمشق الشام، ومات سنة 1486 بعدما تقدم في تعلم اللغة العربية تقدما ساعده على ترجمة معظم كتب ابن سينا.
Raimond Lull.
أما فرج بن سالم
Farag Ben Salim
اليهودي، فقد ترجم لكارلس أنشو ملك نابولي سنة 1279 كتابا طبيا للرازي، ولا تزال نسخة منه محفوظة للآن في الكتبخانة الأهلية في باريس.
وقد أسس ريموندده بينافور
Raymond de Benafort
بمساعدة ملوك كستيليا، وأراجون في الأندلس مدارس لتدريس اللغة العربية بمدينة مورجيا، وتونس، وكان عدد أساتذتها ثمانية من الرهبان الدومينيكان بينهم ريموند مرتيني
Raymond Martini
المولود سنة 1230 تقريبا، وقد أتقن هذا اللغات العربية والعبرانية والكلدانية واليونانية، وهو معروف ومشهور.
Bog aan la aqoon
وأسس الفونس ملك أراجون سنة 1254 بمدينة إشبيلية معهدا لدراسة اللاتيني والعربي؛ بقصد تسهيل الاختلاط بين النصارى والمسلمين، وكان المسلمون معلمي النصارى والدومينيكان، كما يتضح ذلك من قرار مدرسة فالنسيا،
8
وقد ترجم غالب
Galippus
والمظنون أنه كان من نصارى مدينة توليدو (طليطلا) في سنة 1197 كتاب المجست من تأليف بطليموس، وكان ذلك بناء على أمر السيد دانيل ده مورلي.
وأما أول آجرومية عربية طبعت في أوروبا، فهي التي أصدرها بطرس دي القلعة
Alcala
في غرناطة سنة 1505، وكان عنوانها هكذا:
Arte para legeramente saber la legua Araviga. Vocabulista aravigo en letra castellana. Fue interptata es ta obra y vocabulista de romance en Aravigo en la grande y muy nombrada cidad de Granada Por Fray Petro de Alcala, Hieronymo 1505.
وقد ذكرنا العنوان حرفيا لأن هذا الكتاب نادر جدا، وعلى غاية من الأهمية، والكتبخانة الأهلية في باريس لا تملك غير فهرس الكلمات، والكتبخانة الأهلية في فيينا تمتلك نسخة منه، أما العبارات العربية فيه فمطبوعة بالحروف اللاتينية، وقد قلد المؤلف حرف ع بعبارة
Bog aan la aqoon