141

Diraasaad ku Saabsan Mad-hababka Suugaaneed iyo Bulsho

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

Noocyada

وإذا كتب للإنسان مستقبل في عالم الإيمان يعصمه من هذا البلبال الذي سلطته الحضارة الحديثة على ضميره، فلن يكون هذا المستقبل إلا لعقيدة توحده وتلم ما تبدد من وجدانه، وتضعه كما وضعت عقيدة الإسلام أبناءها من قبل في عالم واحد تواجهه نفس واحدة متمالكة الأوصال متماسكة الجسد والروح.

الفصل الرابع والثلاثون

آسيا والسيطرة الغربية

قرأت كثيرا من الفصول التي كتبها المستشرقون باللغة العربية، فلا أذكر أنني قرأت فصلا واحدا منها يصح أن يقال إن صاحبه يكتب العربية كما يكتبها أحد أبنائها!

ولا يرجع ذلك إلى الوقت فإن بعض المستشرقين قضوا في دراسة العربية أكثر من أربعين سنة، وهي أطول من عمر بعض الكتاب الذين ولدوا وتعلموا وأتقنوا الكتابة بلغتهم قبل الثلاثين!

ولا يرجع ذلك أيضا إلى المولد والنشأة، فإن الكتاب الشرقيين الذين ولدوا في الهند أو في مصر يكتبون الإنجليزية، ويشهد أبناء الإنجليزية الثقات أنهم يكتبونها كأحد أبنائها.

كلا، ليست المسألة إذن مسألة وقت ولا مسألة مولد ولكنها في الغالب مسألة ملكة يمتاز بها الشرقيون، ولا يصعب تعليل هذا الامتياز مع قدم عهدهم بالحضارة والكتابة والتعبير على اختلاف أساليبه مع كثرة الاختلاط بينهم قديما يوم كانت القارة الأوروبية في عزلة تفصل القبيلة عن القبيلة فضلا عن الأمم والشعوب.

كتاب جديد

يحضرني هذا الخاطر وأنا أقرأ كتاب «آسيا والسيطرة الغربية» لمؤلفه «السردار بانيكار» سفير الهند في مصر الآن وسفيرها في الصين قبل ذلك، فإن سهولة التعبير فيه باللغة الإنجليزية لا تفوقها سهولة الكثيرين من الساسة الذين يتناولون أمثال هذه الموضوعات التاريخية السياسية من صميم الإنجليز.

ولا يطوي القارئ من الكتاب فصلا أو فصلين حتى يتبين له أن المؤلف يملك موضوعه كما يملك قلمه، ولعله من أجل هذا يستطيع أن يقول ما يريد كما يستطيع أن يريد ما يقول.

Bog aan la aqoon